ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

سنوات من العداء الشديد بين المملكة العربية السعودية ونظام الملالي في طهران، الراعي الأكبر للشيعة في العالم، لكن الأونة الأخيرة شهدت مفاوضات سرية بين الطرفين، في مشهد قَلل من مكانة المملكة بصفتها الدولة السنية الكبرى.

«أريد تجنب الحرب».. رسالة أراد أن يُرسلها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى نظام الملالي في طهران، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، في جدة، سبتمبر الماضي.

الأمير السعودي الذي طلب من رئيس وزراء باكستان بذل جهود الوساطة بعد 5 أيام من الهجوم على «أرامكو»، لم يُدرك بأن نظام الملالي ارتكب أبشع الجرائم الإنسانية بحق أهل السُنة في المناطق التي وقعت تحت سيطرة مليشياته في الدول العربية.

وتعرضت المملكة في الـ 14 من سبتمبر الماضي، لهجوم واسع استهدف منشأتين نفطيتين لشركة «أرامكو»، تبنته مليشيات جماعة الحوثي المدعومة من طهران في اليمن والمسيطرة على المناطق الحدودية مع السعودية، شمال اليمن.

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية، فإن مسؤولًا باكستانيًا رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال إن «بن سلمان» أعرب أثناء اجتماع عقده مع «عمران خان»، عن رغبته في تفادي الحرب ضد إيران، طالبًا منه بذل جهود الوساطة.

نتيجة بحث الصور عن رئيس الوزراء الباكستاني بالرئيس الإيراني
رئيس الوزراء الباكستاني والرئيس الإيراني

«خطة سلام»!

بعد أسبوع اجتمع رئيس الوزراء الباكستاني بالرئيس الإيراني في نيويورك، وقال خلال مؤتمر صحفي، نصًا: «توقفت في السعودية بسبب هجمات الطائرات دون طيار وتحدثت مع الأمير محمد بن سلمان وطلب مني أيضًا التحدث مع الرئيس الإيراني حيث كان يعلم أنني سألتقيه».

لم يتوقف الأمر فقط عند ذلك الحد، بل إن «بن سلمان» طلب من رئيس الوزراء العراقي، «عادل عبد المهدي»، التوسط هو الآخر مع إيران، بحسب تصريحات مسؤول عراقي للصحيفة الأمريكية.

نتيجة بحث الصور عن ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء العراقي عبد المهدي
ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء العراقي

رسائل ولي العهد السعودي تلقتها إيران بترحيب منقطع النظير، وهو ما ظهر في تصريحات سفير إيران في باريس ومسؤولين آخرين لصحيفة «وول ستريت جورنال»، بأن نظام الملالي طرح على الرياض «خطة سلام»، تقضي بأن يتعهد الطرفان بعدم الاعتداء والتعاون الهادف إلى تأمين صادرات النفط.

«خذلان» ترامب

وعبر وسطاء في عمان والكويت وباكستان، تبادل عدد من المسؤولين في الرياض وواشنطن رسائل بشكل غير مباشر، وبالتحديد عقب هجمات 14 سبتمبر على منشأت النفط السعودية «أرامكو»، إذ تشعر السعودية بالإحباط من موقف ترامب الرافض للانتقام من إيران بعد الهجمات، وفق تقرير نُشر على جريدة «وول ستريت جورنال».

وتحت عنوان «هل اقتربنا من مرحلة قد تتفاوض فيها إيران والسعودية؟»؛ تساءل مركز «كارنيغي» للشرق الأوسط، في تقرير له، عقب الهجمات على منشأت النفط السعودية، عن التقارب السعودي الإيران.

نتيجة بحث الصور عن ترامب يخذل الرياض
الرئيس الأمريكي على هامش القمة الخليجية – الأمريكية

وأشار المعهد إلى أن غياب الرد العسكري الأميركي على الهجوم، الذي خطّطت له إيران على الأرجح، قد يؤدّي إلى انتهاج مقاربة أمنية جديدة في الخليج، مضيفًا :«ينبغي على السعودية وإيران الاتفاق على مروحة من الإجراءات التي من شأنها أن تقلّل احتمال حدوث أعمال عدائية، وذلك بمؤازرة أطراف سياسية غير واشنطن».

والشهر الماضي، كشفت وكالة «أسوشيتد برس»، عن مفاوضات سرية جرت في سلطنة عمان بين المملكة وجماعة الحوثي بغية ضمن أمن المملكة من ترسانة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.