أمست قرابة 80 عائلة سورية في الشارع بعد إضرام النار في مخيم من الخيام بعد مشادة بين مجموعة من اللاجئين اللبنانيين والسوريين في مدينة طرابلس شمال لبنان.

بينما غطت النيران المخيم بأكمله في وقت قصير، لم يكن من الممكن إخماد الحريق إلا بعد ساعات من عمل رجال الإطفاء الذين حضروا إلى مكان الحادث.

بعد الحريق، لم يتبق أثر من المخيم في منطقة المنية بطرابلس الذي لجأ إليه اللاجئون السوريون لسنوات، واضطرت عشرات العائلات إلى الهجرة وسط صراخ الأطفال والنساء ليلاً.

ولجأ بعض اللاجئين السوريين لأقاربهم في مخيمات أخرى، فيما قضى آخرون الليل في منازل اللبنانيين الذين فتحوا أبوابهم لهم.

ورأت عائلات اللاجئين، الذين أتوا إلى المخيم في الساعات الأولى من الصباح على أمل إنقاذ بعض ممتلكاتهم، أن كل شيء تحول إلى رماد في منطقة المخيم التي تبلغ مساحتها 1500 متر مربع حيث كانوا يكافحون منذ سنوات.

قال لاجئون سوريون لوكالة الأناضول إنهم ما زالوا غير قادرين على تجاوز صدمة الحادثة ولم يفهموا هذا التخريب.

صرحت سمية حيدر، إحدى سكان المخيم، أنه ليس لديها أي معلومات عما حدث، وقالت: “كنت أنا وبناتي جالسين في الخيمة. بدأ الحريق فور سماع الطلقات المفاجئة”. 

أوضحت حيدر، أنهم هربوا بصعوبة لإنقاذ حياتهم دون أخذ أي شيء معهم، وقالت “لقد أمضينا الليلة في منزل عائلي استقبل 5 عائلات أخرى من اللاجئين معنا”.

كما قال اللاجئ السوري أحمد عزي إنه بعد الخلاف بين عائلة لاجئة وعائلة مير اللبنانية، أضرمت عائلة مير النار في المخيم.

وذكر عزي أن ما بين 100 و150 عائلة سورية تعيش في المخيم، الذي تحول إلى رماد بعد الحريق.

وقال أحمد العبد، أحد اللاجئين السوريين، إن أكثر من 90 خيمة في المخيم احترقت، “أكثر من 100 عائلة تعيش في هذا المخيم، وبقيت في الشارع أكثر من 100 عائلة، كل منها تتكون من 4-5 أشخاص”.

أفاد اللاجئ السوري حسن حماد أنهم سمعوا إطلاق نار أولاً، ثم اضطروا إلى مغادرة المخيم على الفور بعد الحريق الذي اندلع.

حماد، قال “أنا وأولادي الثمانية قضينا الليل البارد في الشارع. لأنه لم يكن لدينا مكان نذهب إليه.”.

من جهة أخرى، أدان وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة اللبناني رمزي مشرفي، حريق المخيم الذي كان يقيم فيه اللاجئون السوريون، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي.

قال الوزير “إنها جريمة ندينها من جميع النواحي”. وطالب المشرفي، في تصريحاته، القضاء اللبناني “بفرض العقوبة اللازمة على كل متورط في هذه الجريمة”.

كما أشار المشرفي إلى استعدادهم للتعاون مع المنظمات الدولية لمساعدة هؤلاء اللاجئين السوريين.

ووصف الشيخ عبد اللطيف دريان، المعروف باسم المرجعية الدينية لأهل السنة في البلاد، في بيان مكتوب إحراق مخيم اللاجئين السوريين بأنه “جريمة ضد الإنسانية”.

وشدد ديريان على أن اللاجئين السوريين ضيوفًا في لبنان حتى عودتهم بسلام، وطلب القبض على المجرمين الذين أشعلوا الحريق المنطقة بأسرع ما يمكن.

وبحسب البيانات الرسمية للبلاد، هاجر ما يقرب من 1.5 مليون سوري إلى لبنان بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا عام 2011.

“رايتش ووتش” تدين ضغوط لبنان على اللاجئين السوريين

من عبده محمد

صحفي