توقعات بموجة ثانية من الربيع العربي

وصفت صحيفة «الجارديان» البريطانية، الاحتجاجات التي تشهدها عدة بلدان عربية في الأونة الأخيرة بالزال الشبابي الذي قد يُحدث موجة ثانية من الربيع العربي.

واستشهدت الصحيفة البريطانية في افتتاحية، اليوم الجمعة، بما تشهده شوارع العراق والجزائر والسودان ولبنان، مؤكدة أن التظاهرات عادت لكن بمزيد من الحكمة والغضب عن ما حدث في موجة الثورة الأولى بمصر وتونس وسوريا ليبيا والمغرب والبحرين.

وأشارت إلى أن 60% من سكان الشرق الأوسط هم الآن دون سن الثلاثين يتملكهم الإحباط جراء الحُكام الفاسدين وتدخلات الجيوش المفرطة في الحياة اليومية بخلاف التدخل الأجنبي الخبيث.

ثورة ضد نفوذ طهران

وأوضحت «الجارديان» أن الموجة الثانية في العراق ولبنان تتحدى نفوذ طهران المتوغلة في المؤسسات السياسية للبلدين، مؤكدة أن «نظام الملالي» شعر بالذعر من موجة الاضطرابات السابقة التي شهدتها مدنه الأصلية ولا يمكن أن يتحمل المزيد من النفوذ الإقليمي.

وتوقعت الصحيفة البريطانية أن تصبح طهران أكثر شراسة العام المقبل تجاه الدول التي تراها «عميلة»، وهو ما يجعل طبول الحرب تقرع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن قيام موجة ثانية من الربيع العربي سيشكل تهديدًا آخر إذا ما قوبلت احتجاجات الشباب المتعلم بالقمع، ما قد يدفعهم للسفر أوروبا عبر البحر.

أنظمة سياسية «متعفنه»

وفي أكتوبر الماضي، نشرت صحيفة «الفاينانشال تايمز»، البريطانية، مقالًا لـ«أندرو إنغلاند»، تحت عنوان «غضب الشباب العرب يصل درجة الغليان إزاء الحنث بالوعود”»، مشيرة إلى ما حدث في لبنان من فرض ضرائب على اتصالات «واتس آب» لدعم مدخولات خزينة الدولة، ما يمثل إخفاق لساسة العرب في قراءة المزاج العام ورأي الشارع.

وأوضح «إنغلاند» عبر مقاله، أن الاحتجاجات التي يشهدها لبنان، تمثل نموذجًا على الغضب الذي يتوغل في شتى أرجاء الوطن العربي، قائًلا: «إن الصفوة السياسية تُشرف على أنظمة سياسية متعفنه تخفق حتى في توفير الاحتياجات الاقتصادية الأساسية».

ورأى أن هشاشة الوضع القائم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تتمثل في تفشي البطالة وسط الشباب، دفعت المتظاهرين في لبنان والعراق يرددوا شعارات تطالب بإسقاط النظام، مستشهدًا بالمظاهرات التي أجبت رئيس الوزراء الأردني على الاستقالة العام الماضي، بالإضافة إلى الإطاحة بزعيمين مخضرمين في غضون أيام من بعضهما وهما الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

استنزاف اقتصادات البلاد

في سياق متصل، حذر الدكتور أنور الخضري، مدير مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث باليمن سابقًا، من خطر حدوث فوضى أمنية وشيكة في الوطن العربي جراء استنزاف اقتصادات البلاد التي قد تؤدي إلى حدوث مجاعة على الأبواب.

وقال عبر تغريده سابقة له على «فسيبوك»: «الانقلابيون والمستبدون يمارسون حالة استنزاف للاقتصاد الوطني بشقيه الحكومي والأهلي في جميع الدول العربية إضافة للتبذير بمقدرات الدولة والثروات النفطية.. سوف يبلغ الحال وجود مجاعة واسعة على مستوى الوطن العربي.. يعقبها فوضى أمنية».

وتشهد الجزائر احتجاجات مستمرة رغم انتخاب رئيس جديد للبلاد، عبد المجيد تبون، إذا يطالب المتظاهرون برحيل كافة الننخب الحاكمة المتورطة في الفساد خلال العصر السابق، فيما يتظاهر مئات الآلاف في العراق مطالبين بإسقاط الحكومة الحالية والطبقة السياسية الفاسدة وسرعة إجراء إصلاحات جذرية.

كما يواصل اللبنانيون تظاهراتهم الرافضة للفساد والمحسوبية منذ استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وهو ما أشارت له الصحيفة البريطانية، إذا شددت على أنهم يريدون وضع حد للنظام الطائفي والديني الذي بُني على أساسه نظام الحكم في البلاد.