أسامة حسين حامد

١- نظرة عموم المسلمين إلى الصوفية تتشابه إلى حد كبير مع نظرة عموم الغربيين إلى الإسلام، نظرة سلبية رافضة أو ضبابية مضطربة، متأثرة إلى حد كبير إما بسلوك بعض أتباعهما أو الدعاية المضادة المغرضة.

٢- الحكم على الصوفية كأصل وإبداء الرأي فيها لا يجب أن يتأثر بالمسالك الخاطئة لبعض أتباع الصوفية، والمتأخرين منهم على وجه الخصوص.

٣- يرجع الصوفيون أصولها ومشروعيتها بل وبعض شعائرها إلى عدة أحاديث نبوية شريفه من أشهرها حديث سؤال جبريل لنبينا عليه الصلاة والسلام عن الإسلام والإيمان والأحسان [*]، ولي هنا ملحظان شخصيان لا ألزم بهما أحدًا:

الملحظ الأول: أليس من الأوْلىٰ أن نسمي الأشياء بأسمائها خصوصا فيما يتعلق بالدين، فهذا إسلام وهذا إيمان وهذا إحسان، هكذا ببساطة وأريحية.

الملحظ الثاني: إذا كان للتصوف الشخصي أصل يفضي إليه من الأحاديث النبوية الشريفة كما أسلفنا -وهو ما لا يمكن إنكاره- فإن التنظيم الجماعي للمسلك الصوفي وطرقه، وترتيب درجاته وأحواله يبقىٰ في الغالب عملًا إنسانيا محضا، وفكرةً تقبل الرد أو النقد أو التعديل.

والله من وراء القصد. وهو الهادي إلى سواء السبيل.

—-؛—-؛—-؛

[*] عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: «يا محمد أخبرني عن الإسلام»، فقال له: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا)، قال: «صدقت»، فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: «أخبرني عن الإيمان» قال: ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)، قال: «صدقت»، قال: «فأخبرني عن الإحسان»، قال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، قال: «فأخبرني عن الساعة»، قال: (ما المسئول بأعلم من السائل)، قال: «فأخبرني عن أماراتها»، قال: (أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان) ثم انطلق فلبث مليا، ثم قال: (يا عمر، أتدري من السائل؟)، قلت: «الله ورسوله أعلم»، قال: (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) رواه مسلم .