أعلن أحدُ المتنصرين في برنامجه عن جائزة لمن يقلد القرآن الكريم, ليُثبت خطأ تحدي الله تعالى للكافرين بأن يأتوا بسورة من مثله! فأرسل بعض السفهاء بكلام ركيك يعبر عن مدى الجهل والغباء, فكان حريا بأعداء الإسلام أن يفكروا قليلا قبل الوقوع في فضيحة جديدة لهم, فلو علموا أن فطاحل اللغة وأهلها من مشركي مكة وغيرهم, عجزوا فكيف بمن دونهم؟ فلو تحدى أحد علماء الرياضيات مثلا باقي العلماء في حل مسألة رياضية وعجز العلماء فهل يأتي الحل على أيدي الصبية الجهلاء؟ فالجهلاء لم يفهموا معنى التحدي الذي فهمه أسلافهم من مشركي مكة,

 

مما حدا بمشركي مكة أن يطلبوا هذا الطلب الممجوج الذي يُظهر عجزهم “وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ”! برغم أنهم قبلها قالوا “وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا ۙ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ”

فما الذي منعهم؟ الحقيقة أن الذي منعهم هو عجزهم, فكيف لإنسان أن يتحدى الله تعالى؟ وإذا أضفنا لقولهم السابق إتهامهم للنبي الكريم بالجنون أو إن القرآن وحي من الشياطين أو إنه من أساطير أي حكايات قديمة مكتوبة أو أن مصدرها رجل نصراني بمكة أعجمي لا يتكلم العربية بطلاقة مثلهم! فكل هذه الاتهامات المتناقضة وغير المنطقية دليل على كذبهم وعجزهم! ومازال التحدي قائما ومازال العجز والأكاذيب والكبر في صدور الكافرين اليوم! ومن الطريف أن المحاولة اليوم تأتي من نصارى أقرب للأعاجم منهم للعرب من حيث معرفتهم الضئيلة التافهة باللغة العربية.

 

ومع ذلك، يزعم النصارى أنه عند التعميد تتلبس المُتَعمِّد الروحُ القدس الذي هو جزء من الثالوث (المقدس) الذين يعبدونهم من دون الله! أي أن الإله يحل بكل نصراني بعد تعميده! ورغم ذلك لا يتفق النصارى على كتاب واحد ولا عقيدة واحدة, فلو سألت 5 نصارى عن من هو المسيح؟ لسمعت ستة آراء مختلفة! ولم يحاول محاكاة القرآن الكريم أي راهب أو بابا رغم أن النصارى تؤمن أن الله تعالى يتكلم مباشرة مع البابا وأي بابا!

 

فكلام العرب قبل نزول القرآن الكريم كان إما نظما أو شعرا (وبحور الشعر 16 بحرا) أو نثرا أو خطابة أو أمثال أو سجع كهان أو كلاما عاديا!

 

فبعد نزول القرآن أصبح القرآن أسلوب خاص مميز يضاف إلى ما سبقه, فالقرآن الكريم ليس تقليدا لما سبقه! وعليه فمن أراد أن يأخذ التحدي مأخذ الجد ويحاول! عليه أن يأتي بأسلوب آخر ليس بالنظم ولا بالشعر ولا بالنثر ولا بالخطابة ولا بالأمثال ولا بسجع الكهان ولا بالقرآن الكريم!! هل وضح التحدي الآن؟!!

 

مسيلمة الكذاب عندما ادعى النبوة, أخذ كلمات من القرآن الكريم ومزجها بأكاذيبه التافهة فكانت النتيجة مثل هذا المسخ “وَالْفِيلْ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْفِيلْ، لَهُ زَلُّومٌ طَوِيلْ”ّ وكذلك ” وَاللَّيْلُ الدَّامِسْ، وَالذِّئْبُ الْهَامِسْ، مَا قَطَعَتْ أَسَدٌ مِنْ رَطْبٍ وَلَا يَابِسْ”!

 

وعلى هذا النهج الأعوج سار من جاء بعده ببلاهة وغباء! فمثلا كتب أنيس شوروش كتابا أطلق عليه “الفرقان”! وسمى كل جملة “آية” وكل مجموعة جمل “سورة” وبدأ كل منها ببسم الآب والإبن والروح القدس!! فمن أين آتى بهذه المسميات؟ إنها تسميات قرآنية صرفة وحتى “الفرقان” هو اسم للقرآن الكريم! وهذه جريمة ” سرقة أدبية”! فشوروش كما سار على نهج مسيلمة الكذاب فقد اتبع طريقة الكنيسة في السرقة الأدبية من القرآن الكريم! فمن المعلوم لعلماء كتب اليهود والنصارى أن كتبهم مكتوبة بطريقة كتابتنا للخطابات والمقالات أي بدون ترقيم! فقام علماؤهم -بدون حياء- في تقسيم كل جملة أو أكثر ثم ترقيمها وتسمية ذلك “آية”!! لذا لا تتعجب من الوقاحة والبجاجة وأنت تسمع حاخام أو أي يهودي أو قسيس أو راهب أو أي نصراني يقول ” في سفر كذا الآية رقم كذا!!

 

فشوروش كمسيلمة والفارق أن شوروش بعد القبض عليه ومحاكمته لأنه بعد انحسار الأضواء عنه، أبلغ الشرطة بأنه يتلقى تهديدات من مسلمين بقتله! ثم أضرم النار في صندوق القمامة أمام البناية التي يسكن فيها! ونسي الأحمق وجود كاميرات تصور جريمته المهم أن في كتابه “سورة” بعنوان “الأرض” يقول فيها إذا كان معك تفاحة وادعى أحد الناس إنها تخصه فاقسمها معه دون نقاش!! وعليه إن ادعى أحدهم إن نصف التفاحة تخصه فسيقسمها صاحبها حتى لا يتبقى معه إلا السكين!! ولم يقل لنا شوروش ماذا إذا ادعى أحدهم أن زوجته تخصه؟ أو أبناؤه؟ أو أرضه أو بيته؟ ولأن العرب تقول ” بضدها تعرف الأشياء” أذكر قول الحبيب “لو يعطى الناس بدعواهم، لادعى رجالٌ أموال قومٍ ودماءهم، لكن البينة على المدَّعِي، واليمين على من أنكر” وإقرأ معي قوله تعالى “۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا “ تأمل الفارق بين كلام الله وكلام الكذابين السفهاء.

ودمتم.

من أشرف عبدالمنعم

كاتب وباحث في الأديان