أول مناظرة تجمع ثلاثة مرشحين عن الأحزاب الرئيسية لمنصب المستشارية في الانتخابات العامة المقبلة. والمناظرة الثلاثية مقررة مساء الأحد اعتبارا من الساعة الثامنة مساء وعشر دقائق حسب التوقيت المحلي (18,10 ت غ)، على قناتي “آر تي إل” و”إن-تي في” الخاصتين.

المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق، خاصة بالنسبة لمرشح حزب المحافظين آرمين لاشيت الذي تراجعت شعبيته في الأشهر الأخيرة بشكل واضح. الوضع ذاته وإن بحجم أقل تعاني منه مرشحة الخضر أنالينا بيربوك. أما المرشح الثالث فهو في وضع أكثر أريحية، ويتعلق الأمر بأولاف شولتس مرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي “فاجأ الجميع حتى أعضاء حزبه” بحملة انتخابية ناجحة كما أشارت إلى ذلك الصحافة المحلية.

تأتي المناظرة في وقت تتنبأ فيه استطلاعات للرأي بنتائج شديدة التقارب بين الحزبين الشعبيين، التحالف المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديموقراطي، وقبل يومين أشارت آخر الاستطلاعات إلى نسبة 22 بالمائة لكل منهما، يليهما حزب الخضر بنحو 20 بالمائة.

لكن استبيانا جديدا لنوايا الناخبين أعدّ من قبل وكالة “إنسا” لصالح صحيفة “بيلد أم زونتاج” وأُعلنت نتائجه صباح الأحد (29 اغسطس آب 2021 ) ، منح الاشتراكي حتى 24 بالمائة، أي بزيادة 2 بالمائة من عدد الأصوات، مقابل 21 بالمائة للتحالف المسيحي الذي خسر نقطة مأوية.

ومن المنتظر أن تشهد فترة ما بعد الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في أيلول/ سبتمبر المقبل، مشاورات ائتلافية في غاية التعقيد في ظل وجود مزيج من ثلاثة أحزاب، إلى جانب الحزب الليبرالي الحر الذي قد يحسم وجه الائتلاف القادم، في ظل استبعاد جميع الأحزاب الديمقراطية إلى غاية الآن لإمكانية التحالف مع الحزب الشعبوي “البديل من أجل ألمانيا”.

وندّدت مجلة دير شبيجل يوم أمس السبت بـ”المستوى المؤسف للحملة” في مواجهة “التهديد الهائل” المتمثل في ظاهرة الاحترار المناخي التي تُعزى إليها جزئيّاً الفيضانات المميتة في تموز/يوليو في غرب ألمانيا.

حالها في ذلك حال باقي الصحف الألمانية العريقة التي انتقدت بقوة كون أن الحملة الانتخابية ركزت بشكل كبير “على الأشخاص” أكثر من البرامج والقضايا.

في المقابل، أجمع المحللون أن المناظرة الثلاثية التي من المنتظر أن يتابعها الملايين من الألمان، من شأنها التأثير بقوة على “المزاج الانتخابي”، علما أن الاقتراع عبر البريد قد بدأ بالفعل.