خرج اللبنانيون اليوم فى احتجاجات غاضبة على ارتفاع سعر صرف الدولار  مقابل الليرة التى هوت في السوق السوداء، اليوم السبت، إلى مستوى غير مسبوق لتسجل 18000 للدولار الأمريكي، بخسارة نحو 20 بالمئة من قيمتها في السوق خلال أسبوعين، و95 بالمئة خلال عامين.

وحمل المحتجون الأعلام اللبنانية وافترش بعضهم الطريق، ورددوا شعارات ضد الطبقة السياسية”،وقطع المحتجون عدداً من الشوارع العامة والساحات في العاصمة بيروت وطرابلس وصيدا، بالإطارات المشتعلة والسيارات، احتجاجاً على تردي الأوضاع وارتفاع سعر صرف الدولار والوقوف بالطوابير للحصول على البنزين.

وأغلق عدد من أصحاب المحال التجارية أبوابها، بسبب الخسارة التي يتكبدونها نتيجة تأرجح سعر الصرف وعدم استقرار الوضع المالي والاقتصادي.

وقطع عدد من سائقي الحافلات الطرقات شمال مدينة صيدا احتجاجاً على إبقاء محطات الوقود مقفلة، والوقوف بالطوابير للحصول على البنزين .

ويشهد لبنان أزمة اقتصادية ومالية حادة أدت إلى ارتفاع سعر صرف الدولار،مع استمرار تدهور الليرة التي خسرت نحو 95 بالمئة من قيمتها أمام الدولار الأمريكي، واصلت أسعار الوقود والسلع الاستهلاكية قفذاتها ليسجل معدل التضخم في لبنان أعلى مستوى له منذ عقود، ويقذف بأعداد جديدة من المواطنين إلى ما دون خط الفقر.

وتراجعت القدرة الشرائية للمواطنين بسبب الأزمة المالية والاقتصادية، فيما انخفضت قدرة المصرف اللبناني على تلبية قرار الحكومة بدعم الأدوية والمواد الأساسية.

وانخفض مخزون المحروقات والأدوية وحليب الأطفال وبعض الأدوية، وتراجع مخزون المستلزمات الطبية في المستشفيات، وفُقدت بعض المواد الغذائية المدعومة.

وأطفأ أصحاب المولدات الخاصة بالكهرباء مولداتهم في عدد من المناطق بسبب نفاد مادة المازوت من خزانات المحطات.

وبلغت ساعات انقطاع التيار الكهربائي نحو 22 ساعة يومياً في معظم المناطق اللبنانية .

ويشير خبراء ماليون إلى أن تراجع الليرة اللبنانية بسرعة، خلال الأيام القليلة الماضية، يعود لتصاعد التوترات السياسية في العاصمة بيروت، وغياب أي بوادر لتأليف الحكومة، وإقبال التجار والمواطنين على شراء الدولار كوسيلة استثمار ومضاربة.

وجاء الانهيار الأخير بعد تصريحات لرئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي يدعم الحريري في مهمة تأليف حكومة جديدة، بأنه في حال اعتذر الأخير عن تلك المهمة فقد يؤدي ذلك إلى انهيار شامل في لبنان.