شهد السودان -أمس الأحد- مظاهرات مطالبة بخروج المؤسسة العسكرية من الحياة السياسية وتسليم السلطة بشكل كامل للمدنيين، وذلك تزامنا مع الذكرى الثالثة للثورة التي أنهت 30 عاما من حكم الرئيس المعزول عمر البشير.

وقد اجتاز متظاهرون الحواجز الأمنية على المداخل المؤدية لوسط الخرطوم ووصلوا إلى البوابة الجنوبية للقصر الرئاسي، وعززت الشرطة وجودها حول القصر وأطلقت القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

واستمرت المواجهات بين المتظاهرين والشرطة في عمليات كرّ وفرّ باتجاهات مختلفة أمام القصر.

وقالت وزارة الصحة السودانية -على صفحتها في فيسبوك- إن عدد المصابين في الاحتجاجات بلغ 123.

وأضافت أن تقرير متابعة الأحداث حتى السابعة والنصف من مساء الأحد (بالتوقيت المحلي) أوضح “وجود 123 حالة إصابة بالبلاد اليوم، منها 121 إصابة بولاية الخرطوم وإصابتان بولاية كسلا”.

وجاءت المظاهرات استجابة لدعوات من القوى السياسية الرافضة لقرارات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان والاتفاق السياسي بينه وبين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، والمطالبة بالدولة المدنية.

وفي أول تعليق رسمي على المظاهرات، قال العميد الطاهر أبو هاجة المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة بالسودان إن القوات المسلحة السودانية والقوات الأمنية لن تفرّط في أمن البلاد القومي.

وأضاف أن القوات المسلحة منحازة لخيار الشعب وتطلعاته نحو الديمقراطية عبر انتخابات حرة ونزيهة، وستحمي هذا الخيار.

ووصف المستشار الإعلامي بعض شعارات الاحتجاجات بأنها يمكن أن تعيق التحول الديمقراطي الذي وصفه بالسلس، مشيرا إلى أن اتفاق 21 نوفمبر/تشرين الثاني بين البرهان وحمدوك هو الأساس الذي يجب أن تبنى عليه الرؤى السياسية الانتقالية.

وقد اعتبر حزب الأمة خروج هذه المظاهرات رفضا لقرارات البرهان، وقال في بيان إن المظاهرات تؤكد بجلاء أن الديمقراطية عائدة حتما، وأن عهد الدكتاتورية والانقلابات قد ولى إلى غير رجعة، كما جاء في البيان.

أما المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير، فقال إن المظاهرات تشكّل علامة فارقة في نضال الشعب لهزيمة ما وصفه بالانقلاب.

وأشار في بيان إلى أن الجماهير حددت أهدافها بالوصول للقصر الجمهوري، على الرغم من العنف المفرط.

وأوضح أن التظاهرات أسقطت الاتفاق بين البرهان وحمدوك الذي هو امتداد للانقلاب، بحسب وصفه.

ودعا البيان لمواصلة الضغط على من سماهم الانقلابيين إلى حين تسليم السلطة للشعب، مناشدا القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى عدم التعرض للجماهير المتمسكة بسلميتها، والتزام جانب الشعب.

وشدد البيان على أن قوى الحرية والتغيير ستواصل عملها لبناء أوسع جبهة شعبية موحدة لهزيمة الانقلاب، بحسب وصفه.