نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرا تضمن مقابلة مع حنان العتر (52 عاماً)، آخر زوجات الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلده في إسطنبول عام 2018.

ويشير التقرير إلى أنه في السنوات الثلاث التي انقضت منذ مقتله، جرى الحديث كثيرا عن خديجة جنكيز، الطالبة التركية التي رافقته إلى القنصلية السعودية في إسطنبول، والتي أشارت تقارير إلى أنه طلب الزواج منها.

إلا أن خاشقجي، قبل ثلاثة أشهر من مقتله، تزوج من حنان العتر، وهي امرأة مصرية كانت تعيش في دبي وتعمل كمضيفة طيران في شركة طيران الإمارات، في حفل في ولاية فرجينيا.

وقالت العتر للإندبدنت إنها تعتقد أن دولا عديدة كانت تتجسس عليها وعلى وخاشقجي قبل مقتله، فيما كشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست أن هاتفي كل من العتر وجنكيز تعرضا للاختراق من قبل برنامج بيغاسوس للتجسس الذي طورته شركة إسرائيلية.

وأكدت العتر أنها وجنكيز لم تكونا على علم ببعضهما البعض حتى مقتله.

وقالت العتر عن جنكيز: “لا أعرف أي شيء عن هذه السيدة، ولا أعرف… ربما كانت ترافق زوجي فقط إلى القنصلية. لكن زوجي كان معي قبل ثلاثة أيام من ذهابه إلى إسطنبول، وكنا نتحدث خلال رحلته”.

وأضافت: “لست متأكدة ممن هي هذه المرأة، ومن يقف خلفها، أو ما الذي يحفزها”.

وتابعت العتر أن خاشقجي كان له في السابق أكثر من زوجة في نفس الوقت.

وتضيف أنها اضطرت للانتظار عامين، ريثما تنظر محكمة دعوى قضائية رفعتها ضد الإمام الذي زوجهما، قبل أن تتمكن من الحصول على شهادة تثبت زواجها من الصحفي الشهير في 2 يونيو/حزيران 2018 في مدينة ألسكاندريا. وبحوزة العتر العديد من صور الحفل، الذي كانت ترتدي فيه ثوب زفاف أبيض وتحمل باقة من الورود.

وقالت العتر للإندبندنت: “رسالتي هي أن تضحيته بحياته لم تكن من أجل مصلحته الخاصة، ولكن لمساعدة أولئك الذين يقبعون وراء القضبان في المملكة العربية السعودية”.

ويقول الكاتب إن زواج خاشقجي من العتر أكد الحياة المعقدة إلى حد ما التي عاشها الصحفي، وهو الأمر الذي ظهر منذ وفاته.

وقال أحد الأصدقاء المقربين لخاشقجي للإندبندنت إنه لا يشك في أن حبه للمرأتين كان حقيقيا.

وتقدمت العتر بطلب لجوء سياسي في الولايات المتحدة بعد أن قالت إنها وعائلتها تعرضوا لمضايقات من قبل السلطات الإماراتية بعد أن علموا بعلاقتها بخاشقجي، بحسب الصحيفة.

وفي شهر يوليو/تموز الماضي، كشفت صحيفة واشنطن بوست، في إطار تحقيق دولي شمل منظمة العفو الدولية، أن العتر وجنكيز ومحامي الأخيرة البريطاني رودني ديكسون، قد تم استهدافهم من قبل برنامج التجسس بيغاسوس التابع لمجموعة “ان اس او”.

وقالت واشنطن بوست إن أحد مستخدمي بيغاسوس استهدف العتر قبل ستة أشهر من مقتله، لكن تحليلها لم ينجح في تأكيد ما إذا كان الاستهداف ناجحا أم لا.

وتم اختراق هاتف آيفون الخاص بجنكيز بنجاح بواسطة برنامج التجسس، بعد أيام من مقتل خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018. كما تم استهداف هاتف محامي جنكيز، ديكسون، في عام 2019 ولكن يبدو أنه لم يتم اختراقه بنجاح.

وأشار التقرير إلى أنه تم إيقاف العتر من قبل السلطات الإماراتية في مايو/ أيار 2018، لدى عودتها إلى دبي، ووضعها قيد الإقامة الجبرية لمدة 10 أيام. وقالت العتر إن خاشقجي أرسل لها رسالة أثناء استجوابها، وأن الإماراتيين كانوا على دراية بعلاقتهما بالفعل.

وقالت للإندبندنت: “أعتقد أنني خضعت للمراقبة من قبل الكثير من الناس، وزوجي أيضا – أعني الكثير من البلدان”.

ورفضت مجموعة “ان اس او” التعليق أكثر على ما سمته “ادعاءات لا أساس لها”.

وقالت المجموعة في بيان سابق: “لم تكن تقنيتنا مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالقتل الشنيع لجمال خاشقجي. يمكننا أن نؤكد أن تقنيتنا لم تُستخدم (عمليات) الاستماع أو المراقبة أو التتبع أو جمع المعلومات المتعلقة به أو بأفراد أسرته”.