– لماذا يحتجون كل جمعة؟

– لماذا يسبون الجيش الوطني الشعبي؟

– لماذا يهددون بإفشال الانتخابات؟

 

مقدمة:

سؤال: لماذا احتجاجات البريد المركزي كل جمعة مع الاستفزاز المتواصل من المتظاهرين لقوات الأمن التي توفر لهم الحماية والأمن ولم تَعْتَدِ عليهم يوما منذ بداية الحراك، إضافة إلى ولايتين محسوبتين على إثنية معينة!

 

-الجواب باختصار لأنهم يريدون اللاشرعية، وهي التي تجعلهم يتمايزون عن بقية الشعب الذي جعلوا لأنفسهم أفضلية عليه.

 

حيثيات:

-لا أريد الاستطراد وسرد وضع الجزائر إبان فترة الاحتلال والقنابل الثلاثة التي زرعها قبل جلائه عن أرضنا؛ ولكن نتكلم فقط عن فترة حكم بوتفليقة.

 

عهدات بوتفليقة:

 

– أي متتبع بعين فاحصة للوضع الجزائري يعلم يقينا أن فترة بوتفليقة ما هي إلا امتداد لِـلَّاشرعية بعد انقلاب 1992؛ لذلك انحاز جنرالات الدم لبوتفليقة على منافسيه في انتخابات 99م، والتي لو حصل وفاز فيها الإبراهيمي مثلا كانت البوصلة ستتغير والفساد سيتوقف مكانه، وهذا ما جعل منافسي بوتفليقة ينسحبون من أمامه لأنهم أدكوا متأخرين أنهم مجرد بيادق من أجل إعطاء شرعية للانتخابات.

 

أحداث العروش 2001:

 

– لا أريد الخوض في أحداث العروش وأسبابها الحقيقية، ولكن مخرجاتها التي لا يعلمها الشعب عامة، هي باختصار خضوع بوتفليقة (الذي كان يعلم يقينا أن منصبه الرئاسي غير شرعي) لكل طلباتهم غير الشرعية وغير القانونية، ولو يَطَّلِع الشعب اليوم على مخرجات الاتفاقات التي أبرمت بين الحومة والعروش في تلك الفترة فستكون ثورة على غرار ثورة 54.

 

مخرجات أحداث العروش:

 

باختصار شديد؛ القوم تحصلوا على امتيازات ومزايا تجعل منهم الطبقة الارستقراطية والحاكم الفعلي للجزائر؛ مقابل بقاء بوتفليقة في قصر المرادية، وكان هذا أحد التحالفات التي بها استطاع بوتفليقة أن يبقى في الرئاسة لأربع عهدات.

 

بعد حراك فيفري:

 

– لا يستطيع أحد أن ينكر أنه بعد الحراك وإسقاط بوتفليقة والحكومة أصبح الحاكم الفعلي هو الجيش؛ فجاء القوم على غرار عادتهم يريدون من الجيش أن يبقى في الحكم، مقابل أن تبقى لهم تلك الامتيازات؛ ولكن تفاجأوا أن الجيش اليوم ليس جيش 92 (نزار وبلخير وتوفيق)، وتصادم معهم بقوة، حيث طلب الجيش الالتزام بالمسار الدستوري وتعهد بذلك، والذي من مخرجاته رئيس ينتخبه الشعب، وليس رئيس تعينه الطائفة مع قيادات الجيش.

 

بعد عزل بوتفليقة:

 

– تأكد القوم أن مسار الجيش ليس في صالحهم، وأن ما ينادي به الجيش (المسار الدستوري) هو نهاية حقيقية لدولتهم الارستقراطية، لأن الجيش تعهد باحترام الدستور، ما يعني رئيس شرعي منتخب شعبيا، ويليه برلمان شعبي، وليس برلمانات بوتفليقة نظام المجموعة (الكوطة)، وبطبيعة الحال يتبعه تغيير للدستور، ما يعني أن كل الامتيازات التي تحصلوا عليها بعد انقلاب 92، وأصبحت شرعية لهم بعد أحداث العروش 2001 قد سقطت (جبل الثلج ذاب).

 

مخرجات الالتزام بالمسار الدستوري:

 

-إن كان الالتزام بالمسار الدستوري يضمن انتخاب رئيس شرعي منتخب شعبيا، وقطع يد فرنسا في الجزائر، ويتبعه سقوط إمبراطوريات الفساد والطبقة الارستقراطية (الأليغارشية)اللتان جاءت مع بوتفليقة؛ وهذا ما جعل شعارات الحراك بعد الجمعة الثامنة تتغير من عداوة فرنسا إلى عداوة الجيش الوطني الشعبي.

 

أخيرا.. هذا هو سبب احتجاج القوم كل جمعة عند البريد المركزي؛ من أجل المحافظة على المكتسبات التي تحصلوا عليها منذ انقلاب 92 أو سيفشِلون الانتخابات بأي ثمن.

 

– هذه هي القصة باختصار، وكل ما يدور من آراء عن الحراك مجرد نظرية إلهاء.

– رفعت الأقلام وجفت الصحف.

من عنتر فرحات

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية