بمناسبة الكلام عن التطبيع بعد الصور المنشورة للممثل أو المغني محمد رمضان حابب أستدعي قصة لعل الكثيرين اليوم لا يذكرونها وربما لا يعرفها البعض أصلا.

 

قصة كان التطبيع بداية النهاية لها

 

قصة علي سالم

 

كان سالم كاتبا ناجحا إلى حد معقول حقق شهرة لا بأس بها خصوصا بعد مسرحيته مدرسة المشاغبين..

التي لا أظن مسرحية أخرى قد بلغت شأنها وشهرتها مع ما تحويه من تخريب فكري وأخلاقي أظن تم الحديث عنه بما يكفي.

 

لكن رغم هذا النجاح الساحق للمسرحية لم تقم لسالم قائمة تذكر بعدها.

 

كثيرون يرجعون ذلك إلى ما فعله بعد سنوات قليلة حين قرر التأييد العلني لفكرة التطبيع رغم أن له أخا كان قد استشهد في حرب 1948.

 

مع ذلك كان سالم أحد أشهر المطبعين وأسبقهم للدرجة التي بلغت حد الزيارة الشهيرة التي قام بها في التسعينات و تم فصله على إثرها من اتحاد الكتاب في موقف شريف لا ينسى.

 

ظل سالم منبوذا من جل الأوساط الأدبية بعد تلك الزيارة التي وثقها بكتاب عن تلك الرحلة المشئومة..

ولم تنج الدكتوراة الفخرية التي منحتها له جامعة بن جوريون في التخفيف من عزلته وشبه المقاطعة التي فرضت على أعماله بعد ذلك حتى وفاته.

 

طيب.. ما علاقة هذا بصور الأسطورة اليوم؟!

 

لا أبدا لا داعي لأن يذهب عقلك إلى مقارنة بتلك الأيام الواعدة…

فلن أكون مبالغا لو قلت أن الغضب الذي سببته تلك الصور اليوم مؤقت جدا أتوقع أن يزول تماما..

بمجرد أن يجتهد «نمبر وان» في إصدار مهرجان جامد أو أغنية راقصة أو مسلسل ناجح يتناسى به جمهوره كل ما كان منه كما يتناسى في كل مرة

تراني متشائما؟!

ربما

لكنني لا أظن أن تتكرر قصة علي سالم أو ما يقترب منها

لماذا ذكرتها إذاً؟

لا أدري

لعله حنين إلى أيام مختلفة

وأناس مختلفين

أم أنك ترى تشابها؟!

د. محمد علي يوسف

من د. محمد علي يوسف

طبيب وكاتب وخطيب ومحاضر