يعود العنف ليضرب إقليم دارفور بالسودان، مرة أخرى وتشتعل الأحداث، التي تشير أصابع الاتهام فيها إلى مليشيات الجنجويد التي أشعلت فتيل العنف بين القبائل العربية وغير العربية، والذي راح ضحيته، حتى الآن، نحو 200 قتيل

أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان استعدادها لتقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين جرّاء الأحداث الأمنية والصراع القبلي في ولاية غرب دارفور غربي السودان.

وطالبت في بيان اليوم السلطات السودانية بتسهيل الوصول الحُر والآمن ودون عوائق إلى الجهات الفاعلة الإنسانية على الأرض في دارفور .

وأكدت البعثة أهمية وضع حد للعنف وتقديم الجناة إلى العدالة، محمّلة جميع الموقّعين على اتفاق جوبا للسلام المسؤولية عن حماية المدنيين.

وأشارت إلى أن هناك حاجة ماسة إلى إنشاء وتدريب قوات حفظ أمنية مشتركة من قبل القوات المسلحة السودانية، والحركات المسلحة بموجب اتفاق جوبا للسلام، وأهمية التعجيل بها.

جامعة الدول العربية تدين أيضًا

 ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الاشتباكات المسلحة التي شهدتها منطقة الكرنيك بولاية غرب دارفور على خلفية نزاعات ذات خلفية قبلية راح ضحيتها العديد من المدنيين الأبرياء.

ودعا أبو الغيط في بيان اليوم جميع الأطراف إلى وقف العنف بشكل فوري والتحلي بضبط النفس الكامل، وتجنب استخدام العنف لحل أي مسائل عالقة فيما بين الأشقاء.

وشدد الأمين العام على ضرورة تكاتف الجهود الوطنية لحل الأزمة السياسية الحالية التي تعاني منها البلاد، مؤكدًا ثقته في أن الانفراجة السياسية ستساعد بقوة في استقرار الأوضاع الأمنية في السودان.

الرزيقات العربية والمساليت غير العربية

وتشهد منطقة كرينك الواقعة على مسافة 80 كيلومترا من مدينة الجنينة عاصمة الولاية منذ يوم الجمعة الماضي أحداث عنف قبلي راح ضحيتها عشرات وفقا لوسائل إعلام محلية، وكانت قد شهدت أيضا اشتباكات في ديسمبر الماضي أدت لمقتل قرابة 90 شخصا وإصابة العشرات.

وذكر شيوخ قبائل في المنطقة أن مسلحين من قبيلة الرزيقات العربية هاجموا مزارعين من قبيلة المساليت غير العربية، ردا على مقتل اثنين من رجال الرزيقات، ونجم عن الهجوم سقوط العديد من الضحايا من أهالي المنطقة ومن المهاجمين.

الجنجويد تشعل النار بين قبائل دارفور

وقال آدم رجال الناطق باسم التنسيقية العامة للاجئين والنازحين في دارفور -وهي جمعية أهلية مستقلة- إن الاشتباكات خلفت حرق عشرات المنازل، واتهمت التنسيقية مليشيا الجنجويد العربية بتدبير الهجوم على قبيلة المساليت.

ونشأت الجنجويد في إقليم دارفور في مطلع الألفية الثانية، واشتهرت بقمعها تمرد القبائل غير العربية في دارفور الذي اندلع احتجاجا على تهميش الإقليم اقتصاديا.

وقالت بعثة الأمم المتحدة -في بيان لها فجر اليوم الاثنين- “يدين فولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثة يونيتامس قتل المدنيين في غرب دارفور، ويطالب بوقف العنف وإجراء تحقيق شفاف تُنشر نتائجه علنا”.

وأعرب بيرتس عن إدانته عمليات القتل الشنيعة للمدنيين والهجمات على المرافق الصحية في كرينك، داعيا للوقف الفوري لأعمال العنف في المنطقة.

العدل والمساواة تتهم الحكومة الحكومة

وقد حمّلت حركة العدل والمساواة الحكومة الاتحادية في الخرطوم كامل المسؤولية عن اندلاع أعمال العنف، واتهمتها بالتقاعس عن اتخاذ التدابير اللازمة لمنع نشوب مثل هذه الأحداث.

كما دعت الحكومة المركزية وحكومة إقليم دارفور إلى التحرك لوقف نزيف الدماء الذي يجري، بحسب بيانها.

وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي -في خطاب له بالخرطوم- إن الأجهزة الأمنية إما متواطئة أو متباطئة أو مشاركة في التفلتات الأمنية التي تدور بدارفور، حسب تعبيره.

وأكد مناوي أن الأوضاع في المنطقة تتطلب إصلاح هذه الأجهزة، موضحا أن الأسلحة الحكومية تستخدم في الصراع، وهدد بكشف الأسماء إذا لم يتم إصلاح القوات النظامية وبقي الوضع الأمني في دارفور بهذه الطريقة.

وكانت هيئة محامي دارفور قد أعلنت في وقت سابق أن الصراعات الدامية تتكرر في ولايات دارفور في ظل غياب تام للدولة «حتى صارت ظاهرة مألوفة»، ومن أسباب هذه الصراعات التنازع حول الأراضي والموارد ومسارات الرعي.

أحداث دامية

وأشارت الهيئة إلى أن عدة مناطق في دارفور شهدت خلال الأسابيع الماضية أحداثا دامية مماثلة في منطقة جبل مون ومناطق أخرى بولاية غرب دارفور،

وفي ولاية جنوب دارفور مؤخرا بين قبيلتي الرزيقات والفلاتة، وقبل ذلك في ولاية شمال دارفور ووسطها.

وأوردت وكالة الأنباء السودانية الرسمية نبأ وصول طائرة حربية قادمة من القيادة العسكرية في الخرطوم لحسم الانفلات الأمني في المنطقة،

كما عقدت لجنة أمن ولاية غرب دارفور اجتماعا برئاسة شرطة الولاية اتخذت خلاله جملة من التدابير الأمنية في ما يتعلق بإرسال تعزيزات إضافية إلى مناطق التوتر والقيام بعمليات تمشيط في الطرقات.