تستعد شركات بريطانية بارزة لتوظيف آلاف اللاجئين الأوكرانيين الذين يتوقع وصولهم إلى بريطانيا، وتضغط مجموعة من أكثر من 45 شركة على الحكومة لتسهيل وصول النازحين من جراء الغزو الروسي.

ومن بين الشركات التي ترغب في عرض وظائف “ماركس آند سبنسر” و”آيسوس” و”لاش” وعملاق التوظيف “روبرت والترز”.

وتعرضت الحكومة البريطانية لانتقادات بشأن سرعة وحجم استجابتها لأزمة اللاجئين الأوكرانيين.

وتقود مبادرة توفير الوظائف رائدة الأعمال البريطانية إيما سينكلير، الرئيسة التنفيذية لشركة البرمجيات “انتربريز آلومناي”.

ولا تزال الفكرة في مراحلها الأولى، ولذا تبدو العديد من التفاصيل حول كيفية تطبيقها غير واضحة.

وقالت سينكلير لبي بي سي إن العديد من أسلافها كانوا من أوروبا الشرقية، بما في ذلك أوكرانيا.

ويهدف المشروع إلى مساعدة “عشرات الآلاف” من اللاجئين، ليس فقط في الحصول على وظائف في المملكة المتحدة، ولكن لمساعدتهم أيضا في العثور على سكن واكتساب المهارات اللغوية.

واجهت العديد من الشركات في بريطانيا نقصا في العمالة بسبب مجموعة من العوامل بما في ذلك وباء كورونا وبريكست، ومن مصلحتهم ملء الوظائف الشاغرة.

ومع ذلك، قالت سنكلير إن المبادرة عمل إنساني وليس هدفه الترويج لأي أعمال تحتاج لها الشركة.

وتريد المبادرة، التي نشرت لأول مرة في صحيفة صنداي تايمز، توفير عشرات آلاف فرص العمل.

ومن المقرر أن تجتمع سنكلير مع وزير شؤون اللاجئين المعين حديثا ريتشارد هارينغتون، يوم الاثنين، كما أنها كانت على اتصال برئاسة الوزراء.

وقالت: “نحن [الشركات] نريد عمالا، ونحتاج إلى أشخاص، ونريد المساعدة”. وأضافت: “نريد أن نرى تحركا يتعلق بأعداد متزايدة من اللاجئين”.

وأوضحت أن تركيز المبادرة في الوقت الحالي ينصب على مساعدة اللاجئين من أوكرانيا على إعادة بناء حياتهم، ولكن في عالم مثالي، سيتم توسيع المخطط ليشمل جميع اللاجئين من أي دولة.

وتعرضت الحكومة البريطانية لانتقادات لعدم تحركها بالسرعة الكافية لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين.

وقالت سنكلير إن بريطانيا “يمكنها أن تفعل أفضل مما فعلته حتى الآن”، وأن “تعمل بشكل أسرع” لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: “نقف جنبا إلى جنب مع الأوكرانيين وهذا هو السبب في أننا سهّلنا على من لديهم جوازات سفر أوكرانية سارية، المجيء إلى هنا، بالإضافة إلى تغييرات في التأشيرات لضمان بقاء الأوكرانيين الموجودين في المملكة المتحدة”.

قالت شركة ماركس آند سبنسر، وهي جزء من المبادرة، إنها “ملتزمة تماما بدعم اللاجئين الأوكرانيين” من خلال البرامج الإنسانية ومن خلال الوظائف.وأضافت: “نحن في نقاش مع وزارة الداخلية حول تفاصيل ذلك”.

وقالت شركة آيسوس لتجارة التجزئة للأزياء على الإنترنت، التي تشارك في المبادرة: “نوظف حاليا في العديد من الأدوار الهندسية التكنولوجية في المملكة المتحدة ونعلم أن أوكرانيا لديها مهارات قوية في هذا المجال”.

وأضافت: “نعمل أيضا مع شركائنا لاستكشاف الفرص في مراكز التوزيع الخاصة بنا في المملكة المتحدة وأماكن أخرى في أوروبا”.

وقالت لاش، شركة مستحضرات التجميل، إنها “سعيدة بتوظيف اللاجئين في أي نوع من الوظائف، حتى تلك التي نعلن عنها عادة لموظفينا فقط”.

فرّ أكثر من 2.5 مليون شخص من أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، وسمحت لهم دول الاتحاد الأوروبي بالدخول إليها بدون تأشيرة لمدة ثلاث سنوات.

وفي بريطانيا، في الوقت الحالي، يمكن للاجئين الأوكرانيين الذين لديهم صلات عائلية التقدم بطلب للحصول على تأشيرة. وتتوفر تأشيرات أخرى ولكن مراكز تقديم الطلبات في أوكرانيا مغلقة.

وبموجب برنامج جديد يسمى “هومز فور يوكرين” أو “منازل من أجل أوكرانيا”، سيتمكن الأشخاص من ترشيح فرد محدد أو أسرة للبقاء معهم بدون إيجار، أو في عقار آخر، لمدة ستة أشهر على الأقل.

ولن يُطلب من الكفلاء معرفة اللاجئين سابقا، ولن يكون هناك تحديد لعدد الأشخاص الذين يمكنهم القدوم إلى المملكة المتحدة عبر هذه الطريقة.

وسيتم منح اللاجئين تأشيرة لمدة ثلاث مع الحق في العمل والوصول إلى الخدمات العامة.