قال الدكتور محمد الخلايلة، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنى، في كلمة خلال اختتام ورشة عمل تدريبية استهدفت الأئمة والواعظين والواعظات العاملين في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في إقليم الجنوب، إنَ الأسرة مؤسسة من أهم المؤسسات التي تحتاج إلى إدارة، كما أنَ إدارتها ليست بأمرٍ بسيط، مؤكداً أنَ نجاح العلاقة الأسرية حددها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بأنَها قائمة على المودة والرحمة؛ فإذا توفر الأساس توفرت حياة فُضلى للأسر، وأنَ مسؤولية إدارة الأسرة ليست تسلطية إنَما تشاورية قائمة على التعاون بين الزوج والزوجة وبين أفراد الأسرة.

وبيَن الخلايلة أهمية الورشة والدليل في إكساب الأئمة والواعظين والواعظات أدوات تمكينية لنجاح عملية الإرشاد والقيام بدورهم في الإصلاح الأسري، خاصة في ظل التقدم التكنولوجي والتطورات التي يشهدها العالم الآن، وظهور وسائل التواصل الاجتماعي وتطور وسائل الإعلام التي أصبحت من أكثر الوسائل تأثيراً في حياة الأُسر والمجتمعات.

من جانبه، قال أمين عام المجلس الوطني لشؤون الأسرة الدكتور محمد فخري مقدادي إنَ الأُسرة في الوقت الحاضر تتعرض لتيار من التغييرات والتحديثات التي أثرت بشقيها الإيجابي والسلبي على الغاية التي وُجدت من أجلها.

وأكد أنَ سلسلة الورشات التدريبية حول الدليل للمؤسسات الدينية جاءت دعماً لجهود هذه المؤسسات في ضوء استمرار حالات العنف الأسري في المجتمع، وظهور العديد من القضايا الخطرة التي شكلت تهديداً لحياة أفراد الأسرة، واستمرار انتشار بعض المفاهيم المغلوطة اجتماعياً والتي تقوم على تبرير العنف بدلاً من تقويضه وإنكاره، بالإضافة إلى القراءة الخاطئة للنصوص الشرعية أو الفقهية.

وأشار مقدادي إلى أنَ منهجية إعداد الدليل قامت على التشاركية بين وزارة الأوقاف ودائرة قاضي القضاة ودائرة الإفتاء العام، حيث تم التركيز على الجوانب التوافقية والابتعاد عن القضايا الجدلية والخلافية؛ خاصة الفقهية، بالإضافة إلى التركيز على ربط الرسائل بالخطاب الديني الوسطي والمؤثر في قضايا العنف الأسري.

ولفت إلى أنَ الدليل أظهر الترابط بين عمل المؤسسات المستهدفة وخدماتها ودور العاملين فيها، وقضية التعامل مع موضوعات العنف الأسري وتوجيه المحتوى، لإكساب العاملين الأدوات المعرفية والمهارات اللازمة التي تمكنهم من المساهمة في الجهد الوطني الشامل في حماية الأسرة.

يذكر أنَ المجلس واليونيسف سيستمران خلال هذا العام باستكمال سلسلة الورشات التدريبية للمؤسسات الدينية، وتشمل دائرة الإفتاء، دائرة قاضي القضاة ووزارة الأوقاف في أقاليم الوسط والشمال، لتعريف أكبر عدد ممكن من العاملين في هذه المؤسسات على الدليل الاسترشادي لحماية الأسرة من العنف ومضمونه والذي تم إعداده خلال العام 2021.