نفى رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، “شائعات” عن لقائه مسؤولين من دولة الاحتلال في الأردن، وذلك رداً على ما قالته إذاعة جيش الاحتلال من أن المسؤول الليبي التقى رئيس جهاز الموساد؛ لبحث تطبيع العلاقات بين الطرفين.

بيان الحكومة الليبية الذي جاء مقتضباً ونشرته منصة “حكومتنا” الليبية (رسمية)؛ جاء تفاعلاً مع تقارير كثيرة نشرت تفاصيل اللقاء، بعيداً عن الإعلام الصهيوني، حتى إن قناة “العربية الحدث” السعودية قالت أيضاً إن “الدبيبة التقى مسؤولين صهاينة”.

الحكومة الليبية لم تغفل الحديث عن القضية الفلسطينية في ردها على هذه الأنباء، وأضافت في بيان النفي: “ذلك لم يحدث ولن يحدث في المستقبل، وموقفنا ثابت وواضح من القضية الفلسطينية”.

يُذكر أنه ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول فقط، هي مصر والأردن والبحرين والإمارات والسودان والمغرب، علاقات رسمية معلنة مع الاحتلال، التي ترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

أما بخصوص الخبر الذي نشرته قناة “العربية الحدث”، فقد تضمَّن أن “الدبيبة بحث مع رئيس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) في عمّان تطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل”، من دون أن تحدد تاريخاً للقاء، وتابعت أن الدبيبة “طلب دعم إسرائيل البقاء في منصبه خلال الفترة الانتقالية قبيل الانتخابات”.

يُذكر أنه وقبل يومين من انتخابات رئاسية ليبية، كانت مقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، أعلنت مفوضية الانتخابات تعذُّر إجرائها، وذلك في ظل خلافات بين مؤسسات ليبية رسمية حول قانوني الانتخاب، ودور القضاء في العملية الانتخابية.

لكن حتى الآن لم يتم الاتفاق على تاريخ جديد لانتخابات برلمانية ورئاسية يأمل الليبيون أن تساهم في إنهاء صراع مسلح عانى منه لسنوات، بلدهم الغني بالنفط.

لكن خبر اللقاء الخاص بالدبيبة والمسؤولين الإسرائيليين، لم يكن الأول الذي يتحدث عن ثمة تحركات من جانب الدبيبة نحو التطبيع الإسرائيلي، فقد سبق أن كشف موقع  صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عن اتصالات دارت على هامش القمة الدولية بشأن القضايا الليبية في باريس، في إطار محاولات لتدارس إقامة علاقات دبلوماسية بين “إسرائيل” وليبيا.

كذلك، لم يقتصر الحديث عن لقاء أطراف إسرائيلية على الدبيبة فقط، لكن الأمر طال أيضاً نجل الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، فقد سبق أن قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن صدام نجل اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، أجرى زيارة سرية خاطفة لتل أبيب، ناقلاً رسالة من والده تهدف إلى إقامة علاقات دبلوماسية مستقبلية بين إسرائيل وليبيا.

حيث ذكر موقع صحيفة “هآرتس”، أن “صدام حفتر” وصل إلى إسرائيل، ونقل من والده رسالة يطلب فيها مساعدة عسكرية وسياسية إسرائيلية، مقابل إقامة علاقات دبلوماسية في المستقبل بين ليبيا وإسرائيل، وأشار المصدر إلى أن حفتر وصل بطائرة “فالكون” إلى مطار بن غوريون بتل أبيب (وسط)، قادماً من دبي، لتقلع الطائرة عائدةً أدراجها إلى ليبيا.

كما أوضح أن الزيارة (غير المعلن عنها) استمرت ساعة ونصف الساعة، وشملت لقاءات مع جهات أمنية (لم يحددها). وبحسب هآرتس، جرت اتصالات سرية بين خليفة حفتر وشخصيات من جهاز الموساد (المخابرات الإسرائيلية خارج البلاد) في الماضي، دون مزيد من التفاصيل حولها.