أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأربعاء، في أوّل خطاب له أمام الكونغرس، أنّ أميركا “تمضي قدماً مرّةً جديدة” بعد سلسلة من الأزمات الهائلة، معبّراً عن إرادته في الإصلاح، ومطمئناً في الوقت نفسه الصين وروسيا إلى أنه لا يسعى إلى النزاع معهما.

وعشية بلوغه محطة رمزية، هي أول مئة يوم من ولايته الرئاسية، قال بايدن: “بعد مئة يوم، يمكنني أن أقولها للبلاد: أميركا تمضي قدماً مرة جديدة”، واصفاً تفوق العرق الأبيض بأنّه “إرهاب”.

وتحدث عن “دولة في أزمة” عندما تولى السلطة. أزمة صحية واقتصادية ولكن أيضاً اقتحام مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير/ كانون الثاني من قبل أنصار دونالد ترامب، معتبراً أنه “أسوأ هجوم على ديمقراطيتنا منذ الحرب الأهلية”.

وقال الرئيس الأميركي إنه استعاد ثقة الأميركيين في الديمقراطية بعد نحو 100 يوم من خلافته دونالد ترامب في المنصب، وفق ما أوردته “فرانس برس”.

وظهر بايدن، في قاعدة مجلس النواب في حدث قُلِّص هذا العام، بسبب الجائحة، بينما انتظمت أمامه مجموعة صغيرة مختارة بعناية من المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين.

وللمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، كانت سيدتان تقفان خلف الرئيس أمام عدسات الكاميرات: الديمقراطية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وكامالا هاريس التي أصبحت في يناير/ كانون الثاني أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس. وقال الرئيس قبل أن يبدأ خطابه تماماً وسط تصفيق حاد “حان الوقت”.

واستطرد قائلاً: “أميركا مستعدّة للانطلاق. نحن نعمل مرّةً جديدة، نحلم مرّة جديدة، نكتشف مرّة جديدة، نقود العالم مرّة جديدة. لقد أظهرنا لبعضنا البعض وللعالم (أنّه) لا يوجد استسلام في أميركا”.

وأكّد الرئيس الأميركي عدم “السعي إلى نزاع مع الصين”، لكنّه عبّر في الوقت نفسه عن “الاستعداد للدّفاع عن المصالح الأميركيّة في المجالات كافّة”.

وقال: “خلال مناقشاتي مع الرئيس شي (جين بينغ)، أخبرته بأنّنا نؤيّد المنافسة”، ولكن في المقابل “سنحارب الممارسات التجاريّة غير العادلة” و”سنحافظ على وجود عسكريّ قوي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”، و”لن نتخلّى عن الدفاع عن حقوق الإنسان”.

وشدّد بايدن على أنّه لا يسعى إلى تصعيد التوتّرات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن فرض عقوباتٍ على موسكو بسبب مجموعة من المخاوف.

وقال للكونغرس: “أوضحتُ لبوتين أنّنا لا نسعى إلى التصعيد، لكنّ أفعالهم لها عواقب”.

وقال بايدن إنه أول رئيس أميركي يعرف معنى أن يكون نجله على جبهة حرب، مضيفاً أنّ القيادة الأميركية الحقيقية تعني إنهاء” الحرب الأبدية “في أفغانستان، مضيفاً أنّه “بعد 20 عاماً من الشجاعة والتضحية، حان الوقت لإعادة هؤلاء الجنود إلى الوطن”.

وتعتزم الحكومة الأميركية، وفق ما أعلنه بايدن سابقاً، سحب كلّ قواتها من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/ أيلول، تاريخ الذكرى العشرين لهجمات عام 2001 التي قادت واشنطن إلى إطاحة نظام “طالبان”.