تطرق الشيخ عبود الزمر القيادي الإسلامي البارز لأحداث بارزة في حرب أكتوبر 1973بالقول يوم  ١٤أكتوبر٢٠٢١ ذكرى تطوير الهجوم نحو المضايق فى ١٤أكتوبر ١٩٧٣ ،

مشيرا إلي  دوربارز  لفرقتى التطوير الفرقة ٤،والفرقة ٢١مدرع حيث تمركزتا غرب القناة وعلى مسافة نحو ثلاثين كيلو متراً من شاطئ القناة وعندما نقلت من وحدتي بالإسماعيلة،فى ا/٧ /١٩٧ إلى اللواءالأول مدرع بالفرقة ٢١مدرعات

وقال الزمر في تدوينة له علي شبكة التواصل الاجتماعي “فيس بوك ” :حضرت تدريبات على كيفية القيام بالهجوم المضاد

لسد الفاصل بين الجيش الثانى والثالث فى منطقةالدفرسوار إذا حاول العدو التسلل إلى الضفة الغربية،وكانت هذه التدريبات دقيقة لدرجة أن كل قائد مركبة أو دبابة أو مدفع كان يعرف الموقع الذى سيحتله، وهى أماكن مسيطرة تماماً على المنطقةولا تسمح بتقدم أى قوات نحو الغرب.

 

الفريق الشاذلي من خلفه حسني مبارك

وواستدرك الزمر وهو مقدم مخابرات حربية مصري سابق خاض حربي الاستنزاف واكتوبر   قائلا :كان هذا هو واجب العمليات الدفاعية لقوات النسق الثانى للجيشين،وكان ذلك للإنصاف فى عهد الرئيس الراحل عبد الناصر،متابعا وأيضا لابد أن أذكر تقارير إدارة المخابرات الحربيةالتى أعتز بالانتساب إليها طوال فترة عملى وحتى التقاعد عام ٨١، فلقد أصدرت تقريراً اطلعت عليه يحذر من أن الفاصل بين الجيشين”الدفرسوار”يمكن أن يكون قطاع اختراق إذا ماتم العبور ، بهدف تطويق الجيشين من الخلف طبقاً لأساليب العدو المعروفة فى القتال

ومضي الزمر للقول:كما أن الإدارة أصدرت تقريراً فى غاية الأهميةيتعرض بالتحليل الدقيق لكافة القادةالعسكريين الاسرائليين الذين يعملون فى سيناء، يتضمن سيرتةالذاتيةوخبراته القتالية وطبيعته الشخصية وحالته الاجتماعية،مما يعطينا فهماً دقيقاً عن الشخصية التى سنواجهها فى المعركة.

وأضاف وأيضا لايفوتنى أن أذكر ذلك التقرير العاجل الذى أصدرته إدارة المخابرات الحربية خلال الأيام الأولى لمعركة أكتوبر يتضمن شرحاً تفصيلياً لفكرة خداعية للعدو للإيقاع بقواتنافى الأكمنة المعدة مسبقاً، فتم تعميم ذلك على كل الوحدات التى لم تشارك فى المعارك،وهذا يدخل فى باب الاستفادة من التجارب السابقة بالتصحيح الفورى دون انتظار لنهايةالمعركة أو المرحلة،وهو أمر ضروري لكل الكيانات العاملةسواء مدنية كانت أم عسكرية،

* ثم تطرق الزمر إلي محطة مهمة من محطات حرب أكتوبر تتعلق بمناقشة قرار تطوير الهجوم وصولا إلي المضايق بالقول:

كان رأى السادات مبنىا فى تقديرى على أن الوضع على الجبهة السورية فى غاية الخطورة حيث باتت القوات الإسرائيلية على مسافة ٤٠كيلو من دمشق وإنه لو استمر تقدمها ستدخل العاصمة السورية فى مرمى المدفعية الثقيلة.

 

وكان رأي السادات والكلام مازال للزمر يدور في فلك أن عدم الاستجابة لطلب سوريا سيحمل مصرالنتائج السلبية للجبهة السورية خاصة أن الجبهةالمصرية كانت متماسكة ولديها احتياطيات لم تشارك فى المعركة ،كما أن التضامن العربى وحرب التحرير المقدسة والتى بدأت فى توقيت موحد يحتمان عدم التخلى عن الموقف السورى ولو ببعض التضحيات،

ومع هذا رأي مقدم المخابرات الحربية والاستطلاع  المصري السابق و أن السادات  لم يكن  ملماً بتداعيات الموقف إذا فشل التطوير لكون الطابع السياسى يغلب على طريقة تفكيره ،فضلا عن أن خبرته العسكرية كانت محدودة، وأن الذى وافق السادات هو الفريق أول حينذاك  أحمد إسماعيل لإنه كان قائداً عاماً للجبهات ،وبطبيعة الحال سيتحمل مسؤولية عدم الاستجابة لطلب الجبهة السورية رغم توفر الاحتياطي لديه ،وكانت هناك معلومات تفيد وجود ضغوط من جولدا مائير على وزير الدفاع موشي دايان باحتلال دمشق.

وعلى الجانب الآخر والكلام مازال للزمر  جاء رأى الفيلد مارشال سعد الشاذلى رئيس الأركان وهو القائد الفعلى للقوات ويؤيده قائد الجيش الثانى والثالث ،وهو الرأى التخصصى بأن خروج القوات خارج نطاق شبكة الصواريخ ستكون بلاحماية يعرضها للخطر ،كما أن انتقال الفرقتين  إلى شرق القناة سيخل بالإتزان الدفاعى فى الغرب وأن إحتياطى القوات المسلحة الذى سيحل مكان الفرقتين لن يكون على نفس المستوى من الكفاءة للقيام بمهام لم يسبق له التدريب عليها وكذلك عدم المعرفة الجيدة بطبيعة الأرض،

ومع نهاية هذا التفاصيل المهمة لمعركة تطوير الهجوم علق الزمر بالقول :هذا هو خلاصة الرأيين ،فى عرض موضوعى مجرد. ولكن لزم التعليق على نظام المؤسسة العسكرية،فبعد التشاور والقطع فى القرار يصطف الجميع خلف القرار النهائى حتى ولو لم يكن موافقا عليه،بل ويبذل الكل قصارى جهدهم لإنجاج القرارفلا يوجد عندهم من يفرح لفشل مهمة لكونه غير موافق عليها،وهذه سمة طيبة متوارثة بين الأجيال ،

وخلص الزمر للقول في النهاية :وهو الذي حدث عندعودة قائدى الجيشين إلى مركزى قيادتهما حيث أصدرا أوامر القتال وشجعا

الجند على استرداد الأرض واستعادة الكرامة وهو أمر اخر سنواصل التطرق إليه في الحلقات القادمة.