… انتظروا حركة السترات الصفراء، ستغرق أوربا كلها ثم تنتقل لأمريكا، وقد كتبت في عام ٢٠١٧ مقالات عن الرفاهية؛ قنبلة الغرب الأشد فتكا من النووي والهويات السائلة وسياسات ميركيل لعقدين فهي سياسات أشد فتكا من الإرهاب الأسود.
وهذا ما كتبته في عام 2017…
فشل تشكيل حكومة بقيادة ميركيل يهدد أوربا والاتحاد الأوربي ويؤكد استشراف البريطانيين الصائب بالخروج المبكر مما سيجعلها ملاذًا ضريبيًا في المستقبل مهما كانت تكلفة الخروج فهي الخيار الصائب والذي يزيد من عوامل التفكك داخل الاتحاد الأوربي، ويجعل تهديد أوربا الأكثر تدميرا من النووي هو تهديد الرفاهية وصراعاتها داخليا ى والتي كفلت الأمن والسلم داخل أوربا القديمة إلى اليوم مع وجود معضلات متعددة تخمد ولا تطفوا على السطح إلى وقت قريب
الرفاهية
فلقد وفر الاقتصاد والقانون وبعض العدالة معادلة الرفاهية، والتي بدورها جعلت السلم والأمن مظلة للتعايش بين كل الأجناس، واحتوت كافة المهاجرين، وبتبني ميركيل سياسة حاسمة وصارمة في الاتحاد الأوربي تجاه معدلات عجز الميزانيات في حدود متفق عليها بحكم ملاءة الاقتصاد الألماني الفائق القدرة، وسعى ميركيل للتتويج كملكة لأوربا بلا تاج، وضعت شروط صعبة في هيكلة الميزانيات للدول ممنوع مخالفتها فدفعت الشعب البريطاني للخروج من الاتحاد الأوربي، والدعوة لبرجست.
وحظهم التعس أن يتنحى كاميرون وتخلفه إرهابية، لا ولد لها، مجردة من المشاعر، مصرفية محافظة سابقة، أكثر صلابة وصليبية؛ وهى تريزا ماى، والتي في أول تصريحاتها، أعلنت على نواياها في حال تهديد لبريطانيا محتمل، قالت لا مانع من استخدام السلاح النووي وإبادة مئات الآلاف من المدنيين، ولابد أن يعلم العالم أن السلاح النووي للاستعمال، وليس للردع، إذا تطلب الأمر؛ وهى بدورها تتبنى التقشف كسياسة مالية.
والتقشف ينتقل من مصطلح اقتصادي لفضاء كوني يسعر الحرب ويمزق المجتمعات وأوربا وعلى رأسها انجلترا وقريبا فرنسا ماكرون ستنتهج سياسات مالية مضطرة وهو ما سيجعل الرفاهية التي كانت تمتاز بها الحياة الأوربية وتدعوا المهاجرين إليه قنبلة موقوتة ستفجر اليمين العنصري والمحافظين الغربيين بسبب خسارة بعض الامتيازات المالية في ظل سياسة وخطط التقشف وسيرجعون دائما السبب للمهاجرين وستكون ردود الفعل انتقامية لأن الغرب لا يمكن دعم العقد الاجتماعي والسلم السابق به والأمن والتعايش في غياب الرفاهية فهي الخطر القادم
فليست الهجمات الإرهابية السابقة، إلا نتاج مثل تلك السياسات، وغالب جنودها أو مرتكبوها إلا طبقة من المهمشين، ومن لم ينالوا حظوظهم من تلك الرفاهية السابقة.. وتحملوا مع التهميش القصف الإعلامي بخلاف المؤثرات الخارجية، وما يجرى بالشرق الأوسط.
وربما دعمت تريزا ماى بنفسها وتحت علمها تسهيلات لانتقال هؤلاء لمناطق النزاع والحروب لتتخلص منهم إبان عملها وزيرة للأمن الداخلي والذي هو أكثر المؤسسات صلة واطلاعًا على الواقع الإسلامي في جميع المناحي والمجالات.
- صفوت بركات يكتب: الفقه وعلم الاجتماع - يونيو 26, 2023
- صفوت بركات يكتب: الباطنيون والسنة.. إيران وأوكرانيا - يونيو 12, 2023
- صفوت بركات يكتب: الباطنيون ينتظرون كبوة لأهل السنة - يونيو 10, 2023