الانضمام للناتو قد يكون حديث الساعة في السويد، بين مؤيد ورافض..

استطلاعات الرأي في السويد تشير إلى أن مابين 50 إلى 55 بالمائة من الشعب السويدي مؤيدين لانضمام السويد لحلف الناتو،

ورغم أن النسبة تشير للأغلبية، ولكنها ليست الأغلبية المطلوبة في القرارات الكبرى للدول.

فوفقا لقواعد الاستفتاء حول قرار يتعلق بأمن الدولة والمجتمع، تحتاج هذه القرارات أغلبية مطلقة من المواطنين  لا تقل عن 75 بالمائة..

ولكن في كل الأحول السويد لن تتجه لاستفتاء شعبي حول قرار الانضمام للناتو..

لآنه هذا النوع من القرارات من وجهة نظر الحكومة السويدية يتعلق بدراسة وتحليل أمني وعسكري عميق وخطير..

ولا يمكن اتخاذ القرار من خلال استفتاء شعبي «بنعم أو لا» من مواطن عادي.

تخسر قوتها كدولة مسالمة حيادية

سياسيين سويديين أشاروا إلى أن انضمام السويد للناتو سيجعلها تخسر قوتها كدولة مسالمة حيادية مزدهرة اقتصاديا واجتماعيا،

وسيجعل حدودها متوترة بشكل دائما مما ينعكس على استقرار المجتمع والاقتصاد السويدي،

كما أن السويد ستجد نفسه متورطة في استنزاف مادي و مالي غير محدود.

فالسويد دولة ثرية وستكون من كبار المانحين لحلف الناتو الذي يضم 70 بالمائة من أعضاءه من الدول الفقيرة التي تبحث عن المساعدات!..

ويكفي أن تلتزم السويد بقواعد الناتو التي تُجبر الدولة العضو على تخصيص 2 بالمائة من الناتج المحلي لميزانية الدفاع العسكري ودفع مخصصات عضوية الناتو..

وهذا يعني أن السويد ستخصص 120 مليار كرون سنويا من ميزانيتها للجهد العسكري والدفاعي.

في وقت لا تلتزم أغلب دول الناتو بتخصيص هذه الأموال..

فتضطر الولايات المتحد الأمريكية لدفع النفقات المالية وتحمل العبء الأكبر..

وهذا ما قد رفضه الرئيس السابق دونلد ترامب عندما قال للأوروبيين عليكم الدفع للحصول على الحماية..

وسحب قواته من ألمانيا والعديد من دول الناتو.

السويد مُجبرة على  المشاركة في النفقات المالية والعسكرية

كما أن نفقات العمليات العسكرية التي سيقوم بها حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة في أي مكان في العالم ستكون السويد مُجبرة على  المشاركة في النفقات المالية والعسكرية لأنها عضو في الناتو..

وهذه الفاتورة ستشمل المناورات والتدريبات المشتركة وتحريك قوات الناتو العسكرية.. وقد تصل لمليارات الدولارات سنويا..

مما يُحمل السويد لأعباء تمويل عسكري يدفعها دافعي الضرائب السويديين دون مبرر!.

فالولايات المتحدة والناتو لديهم عمليات عسكرية وأمنية شرقاً وغربا هي بمثابة مغامرات قوى عظمي لفرض نفوذها عالمياً..

وانضمام دول مثل فنلندا والسويد هو بمثابة «بقرة سمينة لحلب المال الوفير» وتمويل هذه العمليات العسكرية  كما يقول ريتشارد دابرنيت وهو اقتصادي وكاتب سويدي يعيش في الولايات المتحدة.

مزايا في الحصول على حماية عسكرية

ربما تجد السويد مزايا في الحصول على حماية عسكرية وأمنية غير محدودة من دول حلف الناتو وفي مقدمتها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، ولكن السويد لا تحتاج لذلك..

وكل ما يقال عن خطر روسي تجاه السويد وفنلندا لا يرتقي للتحليل الأمني السليم والتفاصيل تطول في هذا السياق..

فأوروبا خاضت حربين عالميتين +حرب باردة.. وكانت السويد بوسط هذه الحروب ولم تحتاج إلا الحياد لكي تحافظ على سلامة أراضيها وشعبها !

كما يتحدث خبراء السياسة السويدية عن ما هي المبادئ التي تجمع السويد بدول مثل تركيا والمجر

لكي تدافع عنها السويد وتمولها مالياً؟ فالعديد من دول الناتو لا تتقاسم مبادئ الحريات والقيم المجتمعية التي تلتزم بها السويد..

ويظل السؤال

لماذا ترحب الولايات المتحدة بكل بحرارة ورغبة جامحة بانضمام السويد وفنلندا للناتو؟

هل تبحث عن جيوش وقوة عسكرية؟

بالطبع لا فالسويد وفنلندا ليسوا قوة عسكرية مهيبة تحتاجها الولايات المتحدة وبريطانيا والناتو.. وإنما السويد وفنلندا قواعد جديدة تحتاجها الولايات المتحدة لإزعاج الروس.. وبقرتان سمينتان يمكن حلب المال الوفير منهم !