أخذت مواجهة النظام الحاكم في إيران مع المقاومة ومجاهدي خلق منحى أكثر حدة وانكشافا، باستخدامه منابر صلاة الجمعة في مهاجمة ما يصفه بالمنافقين، مما يدلل على قرب سقوط حكم ولاية الفقيه، مع تسارع الأحداث في البلاد، واتجاه الانتفاضة نحو ذروتها. 

قال الملا أحمد خاتمي من فوق منبر صلاة الجمعة في طهران، إن أعداء النظام «يعدون لهذه الاضطرابات منذ زمن ويتطلعون للحظة مواجهة النظام»

مشيرا إلى مشاركة فئتين في المواجهات، إحداهما الشباب غير الناضج، المخدوع، المغرر به، الذي جاء إلى مسرح الأحداث تحت تأثير «عدو النظام» الذي قتل 17 ألف شخص،

والمجموعة الثانية هي «قادة الاضطرابات» الذين يصطدمون ويخلقون هذه المواجهات،

واعتبر إمام جمعة خامنئي وجود هاتين الفئتين أمرا مقلقا للغاية، ويهدد بتجاوز الخط الأحمر، وأعرب الناحب في صلاة جمعة طهران عن قلقه، داعيا لتجنب اللعب في ميدان العدو، كي لا «يجرنا إلى الفتنة» ويبدأ «بإراقة الدماء» ضد النظام.

عبر إمام جمعة أردكان الملا شاكر عن قلقه قائلا إن مجاهدي خلق اليوم في وسط الميدان، يدعمون بكل اقتدار «الشغب والاحتجاج» مما يستدعي اليقظة والانتباه كي لا يقع الشباب في شَركهم، واصفا الأوضاع  بأنها خطيرة.

شارك أعضاء مجلس الشورى في الحملة، حيث أكد عضو مجلس الشورى كرمي على أن الاضطرابات من صنع «معسكر المجاهدين» مشيرا إلى  «استهداف أصل النظام الآن».

ومن ناحيتهم وصف خبراء حكوميون ظهروا على التلفزيون الرسمي الاحتجاجات بانها غير مسبوقة، أكدوا أنها جاءت بدعوة من منظمة مجاهدي خلق، وأعربوا عن قلقهم لاستهدافها أصل النظام.

على الأرض عمل نظام الملالي على وقف الانتفاضة بقطع الإنترنت، استخدام العنف في مواجهة المظاهرات، الدفع بالقوات التي تلمس غضب الشعب في هذه الأيام النارية، والقتل بالغاز،

لكن  قطع الإنترنت لم يفلح في الحد من انتشار وتعميق الانتفاضة التي اتسعت واحتدت أكثر من  الليالي السابقة، حيث نشط في طهران وحدها أكثر من 11 فريقا من وحدات المقاومة.

قام النظام بتحريك تظاهرات مضادة، لكنها كانت فاترة للغاية، قلت المشاركة فيها لدرجة فشل تلفزيون النظام في عرض لقطة شاملة للجمهور المشارك،

ودللت الشعارات المرفوعة على رعب المنظمين، حيث تمثلت الهتافات في «الموت للمنافق»، «الموت لمثيري الشغب»، و«يجب إعدام المنافق المسلح».

مدفوعا بحدة الانتفاضة، اضطر نظام الملالي خلال اليومين الماضيين للاعتراف بعدوه، قدرته على إشعال الانتفاضات والثورات، وخطره على بقاء النظام، معلنا بقصد أو بغير قصد عن مرحلة جديدة من الصراع، لا يستطيع مجاراتها.