دعا وزير الخارجية الصيني السابق “وانج يي” في أول تصريحات له بعد تعيينه مديراً لمكتب الشؤون الخارجية للحزب الشيوعي الحاكم، لـ”مواصلة الحوار بين بكين وواشنطن بدلاً من المواجهة”، حاضاً كذلك على “تجنب الأخطاء التي ارتكبت خلال الحرب الباردة”.
كانت الصين قد أعلنت، الجمعة، تعيين “تشين جانج” سفير الصين السابق لدى الولايات المتحدة وزيراً جديداً للخارجية بدلاً من “وانج يي”، ولكن من المتوقع على نطاق واسع أن يحتفظ “يي” بدور بارز في السياسة الخارجية بعد ترقيته في أكتوبر الماضي، إلى اللجنة الدائمة الجديدة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي، وهي أعلى هيئة لصنع القرار في البلاد.
وشدد “وانج يي” في مقال نُشر في جريدة الحزب الرسمية، على أهمية أن تكون “الدول الكبرى قدوة في مواجهة التحديات المختلفة”، مستشهداً بالتعاون القائم بين الصين وروسيا خلال العام الماضي.
وذكر أن الصين والولايات المتحدة سعتا على نحو متواصل خلال العام الماضي لاستكشاف “الطريقة الصحيحة التي يتعين على الدولتين الكبيرتين اتباعها للتوافق مع بعضهما البعض”، لكنه دعا لـ”رسم طريق للتوافق، مع الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين”.
وشدد “يي” على أهمية “إعادة العلاقات الصينية الأميركية إلى المسار الصحيح للسلامة والاستقرار”، في حين اعتبر تايوان والتي تعد أبرز نقاط الخلاف بين البلدين، أنها في “قلب المصالح الجوهرية للصين، والأساس الذي تقوم عليه العلاقة السياسية بين واشنطن وبكين”.
وشهدت الفترة التي قضاها “يي” في منصب وزير الخارجية زيادة كبيرة في حدة التوتر بين بكين وواشنطن بشأن مجموعة واسعة من القضايا تتراوح من التجارة إلى تايوان.
وتعتبر الصين تايوان التي يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، جزءاً من أراضيها التي لم تتمكّن بعد من توحيدها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في العام 1949.
وتنظر بكين باستياء إلى التقارب بين السلطات التايوانية والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، في وقت تقدّم فيه واشنطن دعماً عسكرياً للجزيرة في وجه بكين منذ عدّة عقود.
وتنتهج واشنطن سياسة “الصين الواحدة”، والتي تعتبر أن تايوان جزء من بر الصين الرئيسي، ولكنها تقيم علاقات قوية مع الجزيرة، كما تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بالدفاع عنها إذا حاولت الصين ضمها بالقوة.
وقال “بايدن” في 3 مناسبات إن بلاده ستدافع عسكرياً عن تايوان إذا هاجمتها الصين، ولكن البيت الأبيض أعاد تمسكه باستراتيجية “الغموض الاستراتيجي” التي ينتهجها منذ فترة طويلة.
ورحب بعض حلفاء الولايات المتحدة بالنهج الأكثر تشدداً تجاه بكين، خصوصاً في ما يتعلق ببحر الصين الجنوبي، إذ انتقلت واشنطن من الحياد إلى الدفاع عن مطالبات دول جنوب شرقي آسيا العديدة.