الأمة| تشهد محافظة ديالى وسط العراق عنفًا طائفيا متصاعدًا منذ نحو أسبوع ضد المكون السني على يد المليشيات الطائفية ذات الولاء الإيراني في ظل صمت من حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تجاه أول موجة عنف يشهدها العراق عقب الانتخابات التي أطاحت بالأحزب القديمة من المشهد السياسي.

المئات من سكان قرى قضاء المقدادية في ديالى أجبروا على النزوح القسري هربًا من عنف الميليشيات الطائفية. تحت وسم (#الطايفيون_يقتلون_ديالي) شارك نشطاء صورا للضحايا وعمليات النزوح القسري، وعبر البعض عن التضامن مع سكان ديالى.

https://twitter.com/h_h10_1/status/1454867186581921795

جرائم طائفية

الميليشيات تواصل لليوم الخامس على التوالي هجماتها على قرى محافظة ديالى مثل قرية (شوك الريم) جنوب غرب المقدادية، بقذائف الهاون في حرب مفتوحة دون رادع لهم، مما خلف ضحايا من ضمنهم أطفال بين قتيل وجريح.

أقدمت المليشيات كذلك على إشعال النيران في مساحات واسعة من البساتين الزراعية في ديالى بأعمل انتقامية.

يوم السبت الماضي صرح قائممقام قضاء بعقوبة عبد الله الحيالي بأن المناطق الغربية لمدينة بعقوبة شهدت استقبال أكثر من 100 عائلة نزحوا من قرى الرشاد ونهر الإمام بضواحي المقدادية شمال شرق بعقوبة. وذكر أن بعض النازحين ذهبوا إلى أقاربهم والبعض الآخر في المساجد.

هجوم داعش

العنف المتصاعد في ديالى جاء بعد هجوم نفذه تنظيم داعش ليل الثلاثاء الماضي على قرية الرشاد بقضاء المقدادية في ديالى متسببا في مقتل واصابة العشرات من سكانها.

في المقابل نفذت على الفور مليشيات مسلحة هجوما على قرية نهر الإمام المجاورة ونفذت عمليات قتل وحرق لمنازل ومسجد واحد على الأقل وبساتين بالقرية.

بلغ وقتها عدد القتلى في قرية الرشاد 14، أما قرية نهر الامام فقتل فيها 6 على الأقل.

تزامنا مع عمليات الاجتياح القسرى وتهجير السكان وقتل عدد منهم، هددت مساء الأحد قبيلة بني تميم في بيان ظهر فيه مسلحون في محافظة ديالى بالاعتصام بعد 5 أيام إذا لم يتم التحقيق في مقتل سكان قرية الرشاد. فيما تم اعتباره تحديا للحكومة، ورفضا لإنهاء المظاهر المسلحة في المنطقة.

الكاظمي صامت

وحول صمت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عن ما يحدث في ديالى، بعد تهديده السابق فور وقوع حادث الرشاد،  يقول الصحفي العراقي عثمان المختار “يتوهم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بأن سكوته عن جرائم التطهير الحاصلة في قرى ديالى سيعزز فرص حصوله على ولاية ثانية عبر كسب ود المليشيات والقوى السياسية التابعة لإيران. تخيل 5 أيام وقوافل النازحين وألسنة النيران تتصاعد من القرى ولا تجد تعليقا واحدا”.

نشطاء سياسيين اعتبروا أيضا موجة العنف في ديالى رد فعل على خسارة الأحزاب التي تمتلك مليشات مسلحة في الانتخابات الأخيرة.

https://twitter.com/trend_althuraa/status/1454872123252645896

الخبير العسكري عبدالرحمن الجزائري قال إن الأسباب الرئيسية لما حصل في ديالى الاسبوع الماضي وجود حواضن تنظيم داعش من جهة والسياسة الأمنية الفاشلة من جهة اخرى .

واضاف الجزائري: من الاسباب أيضا ضعف الحس الاستخباري في مناطق المفترض السيطرة عليها خاصة وانها عدت ولازالت بانها مناطق رخوة وينشط الارهاب فيها. واشار وفق وكالة (نينا) إلى أن: الأزمة الحالية قد تستغل من قبل داعش الارهابي والبعض طائفيا عبر عمليات مماثلة.

تضامن

من ناحية أخرى نظم شباب الأعظمية مساء الأحد، وقفة، للتنديد بالهجمات الارهابية وعمليات التهجير والقتل في قرى المقدادية بمحافظة ديالى، وطالبوا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالعمل على حفظ الأمن في ديالى.

كما أطلق أهالي قضاء خانقين في محافظة ديالى حملة إغاثة ومساعدات  إنسانية للأسر التي نزحت بسبب العنف.

وقال منظم حملة الاغاثة علي طالب إن “قافلة من المساعدات الانسانية المختلفة انطلقت الى بعقوبة لاغاثة النازحين في موقف تضامني وانساني وواجب وطني ، بعيدا عن المعايير العرقية والطائفية والاعتبارات الاخرى”.

وفد من التيار الصدري الفائز بالكتلة البرلمانية الأكبر في البرلمان وصل إلى ديالى، وطالب من هناك بضرورة “الجدية في التحقيق ومتابعة ملابسات جريمة المقدادية وإعلان نتائجها في أسرع وقت ممكن لينال المجرمون والمقصرون جزاءهم العادل”.

مخطط إيراني

اللجنة العليا للميثاق الوطني العراقي زعمت في بيان أن عمليات التهجير القسري التي تعرضت لها قرى المقدادية وأهلها، مخطط إيراني هدفه ” تأمين طريق بري عبر ديالى للوصول إلى سوريا ونقل الأسلحة والطائرات المسيرة والعناصر الميليشياوية وإعداد العدة مع نظام بشار الأسد لشن هجوم عسكري دموي على إدلب والسيطرة عليها وتهديد تركيا”.

فاجعة تهز المقدادية شرق العراق.. داعش ينفذ هجومًا داميًا

من عبده محمد

صحفي