الأمة| انتفض المحتجون في العراق على مدار يومين، ضد ما اعتبروه محاولة لفرض أحد الوجوه القديمة على الساحة السياسية، معلنين رفضهم مساعٍ لترشيح البرلماني محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء.

ومن ساحة التحرير في العاصمة بغداد وكذلك في محافظات الجنوب أرسل متظاهرون أمس واليوم رسالة قوية مفادها “لا” لترشيح السوداني الذي شغل في السابق عدة مناصب آخرها وزير العمل في حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وتحت وسمي #يسقط_محمد_شياع_السوداني و #مستقل_لا_مستقيل نشر نشطاء شعارات وصور رفعها متظاهرون لرفض الشياع، الذي أعلن أمس استقالته من حزب الدعوة الإسلامية، وكتلة إتلاف القانون في البرلمان والتي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.

من جهة أخرى دعا نشطاء إلى إضراب عام في كافة محافظات العراق للمطالبة برئيس وزراء مستقل بعد استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الشهر الماضي تحت ضغط التظاهرات التي سقط فيها عدد هائل من الضحايا بسبب عنف الأمن.

وأراد النائب شياع السوداني الذي شغل في السابق خمس حقائب وزارية ومنصب محافظ، احتواء موجة الغضب ضده بسبب انتمائه السياسي، فبادر لإعلان استقالته، وقال “لست مرشحا عن أي حزب. العراق انتمائي الأول” لكن المتظاهرين يعتبرون الرجل بمثابة نسخة ثانية من نوري المالكي أحد أكثر رؤساء الوزراء رفضا في الشارع العراقي.

ورفع المحتجون في البصرة وواسط وبابل والمثني جنوب العراق اليوم وأمس هتافات ولافتات ضد ترشيح السوداني، فضلا عن إلقاء كلمات باسم المتظاهرين في هذا الصدد.

وقالت أنباء غير مؤكدة اليوم أن المرجعية في النجف رفضت تأيد ترشح السوداني لمنصب رئيس الوزراء.

ويقول مؤيدون لترشح النائب محمد شياع السوداني أنه لم يثبت تورطه في قضايا فساد وأنه أكفأ المرشحين حتى الآن.

البرلمانية عن ائتلاف دولة القانون، انتصار الغريباوي، قالت اليوم إن السوداني “رجل المرحلة” وأضافت أنه “من الشخصيات النزيهة وله خبرة في العمل التنفيذي والتشريعي”، وطالبت الكتل السياسية “التعاون معه لدفع الخطر عن العراق والوصول الى بر الأمان”.

وسقط أكثر من 500 في مظاهرات العراق التي انطلقت في الأول من أكتوبر/ تشرين الثاني ضد الفساد والطائفية، وتوسعت لتطالب بتغير سياسي كامل.

من عبده محمد

صحفي