قال رئيس حركة النهضة التونسية “راشد الغنوشي”، الثلاثاء، إنه يواجه ما وصفها بـ “تهم كيدية في إطار تمرير مشروع دستور يكرس الانقلاب والاستبداد والحكم الفردي المطلق”، لافتا إلى أنه سبق أن سجن في عهدي رئيسين سابقين هما “الحبيب بورقيبة” و”زين العابدين بن علي”.

جاء ذلك في تصريحات أمام مقر القطب القضائي لمكافحة الإرهاب شمال العاصمة تونس، قبيل عرضه على التحقيق في قضية جمعية “نماء تونس” التي يتهم عدد من أعضائها بغسيل الأموال، وفق بيان نشرته حركة “النهضة” عبر حسابها على “فيسبوك”.

ووصل “الغنوشي” رفقة نائبه “نورالدين البحيري”، وسط تعزيزات أمنية كبيرة، كما استقبله أنصار الحركة بترديد النشيد الوطني التونسي، إضافة إلى شعارات تندد بـ”الانقلاب على الشرعية” و”المحاكمات السياسية”.

كما ردد مشاركون هتافات تتهم الرئيس “قيس سعيد” باستعمال القضاء لاستهداف معارضيه، وعلى رأسهم “الغنوشي”، الذي عبّر في مناسبات عدة عن رفضه لـ”الانقلاب” على الدستور والديمقراطية في تونس.

وذكرت وكالة الأنباء التونسية الرسمية، أن “الغنوشي حضر بمقر القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بالعاصمة للتحقيق معه واستنطاقه فيما يعرف بقضية جمعية نماء، بعد أن تم توجيه استدعاء له في الغرض، كما تواجد بالمكان عدد من المحامين”.

وقال “الغنوشي” في كلمته لأنصاره، إن التهم الموجهة إليه “كيدية وتأتي في إطار تمرير مشروع دستور يكرس الانقلاب والاستبداد والحكم الفردي المطلق”.

وبموجب مرسوم رئاسي أصدره “سعيد”، من المقرر إجراء استفتاء شعبي على مسودة مشروع دستور جديد للبلاد في 25 يوليوالجاري.

ويمنح مشروع الدستور الجديد سلطات واسعة لرئيس الجمهورية خلافا لدستور 2014 الذي كان ينص على نظام شبه برلماني.

وأضاف “الغنوشي”: “أحضر اليوم هنا للمثول أمام القضاء التّونسي احتراما له ودعما لوجود سلطة قضائية ‏مستقلة”.

وتابع: “أحضر أيضاً انتصاراً ‏لنضال القضاة الشرفاء من أجل استقلال القضاء واحترام هياكله ورفض كل مساعي ‏الضغط عليه وتوظيفه ومعاقبة القضاة بعزلهم أو تشويههم، وكل هذا مع الأسف يحصل ‏اليوم من السيد قيس (سعيّد، رئيس البلاد) ووزارته وأنصاره المنفلتين”.”

وذكر “الغنوشي”، أنه “منذ انقلاب 25 يوليو (في إشارة لقرارات سعيد الاستثنائية الصادرة في 2021) وهم يتربصون بي ويعملون على تشويهي وعائلتي وتلفيق ‏التهم الباطلة لي، تهم كيدية لا أساس لها من الصحة في الحقيقة والواقع”.

 

وأردف: “‏تستمر المحاولات وتتنوع الأساليب لاستهداف حركة النهضة ورموزها في محاولات ‏دؤوبة لا تفتر لربطها بالإرهاب والتآمر على البلاد، ولتحويلها من حالة سياسية يتعاطى ‏معها بالديمقراطية إلى ملف أمني وقضائي