أمام شاشات الأخبار وعلى مواقع التواصل ومع الصحفيين، يصرح أحد عناصر شرطة مكافحة الإرهاب الكينية، كيف تتعامل الشرطة مع المسلمين الذين تتهم الشرطة بالإرهاب وتبرأهم المحكمة لعدم ثبوت أدلة على صلتهم بأي من هذه الاتهامات.

بي بي سي، أحد هذه المحطات التي نقلت عن أحد عناصر شرطة مكافحة الإرهاب الكينية كيف يتعاملون مع المشتبه في تورطهم مع حركة الشباب، وقال “نظام التقاضي في كينيا، لا يعمل في صالح الشرطة، لذلك اخترنا القضاء عليهم”.

وبعد هذه التصريحات وفي 2014 تحديدا قتل الشيخ أبوبكر شريف أحمد، الذي كان يعرف بلقب، ماكابوري، بالرصاص، في مدينة مومباسا الساحلية، بمجرد إطلاق سراحه، وعلى بعد خطوات من مقر المحكمة.

وسبق ذلك مقتل شيخين آخرين في نفس المدينة.

واليوم ما زال المسلمين يخشون على حياتهم إذاطالب شيخ مسلم من محكمة كينية عدم إطلاق سراحه، بعدما أصدرت حكما ببرائته، من اتهامات متعلقة بالإرهاب.

وقال غايو غورسا بورو، إنه يخشى من تعرضه للاختطاف، والقتل، من قبل عملاء الحكومة، بمجرد إطلاق سراحه، كما يُزعم أنه حدث، مع عدد من المتهمين بنفس الجرائم في السابق بعد أن برأتهم المحكمة.

واعتقلت السلطات الكينية، بورو، عام 2018، واتهمته بحيازة مواد تروج لمجموعة الشباب، وبالتآمر، مع جماعة الشباب الصومالية، المنشقة.

وسمحت المحكمة في العاصمة نيروبي، لبورو، بالبقاء في السجن لمدة 30 يوما.

وقال قاض بارز في محكمة ميليماني، في نيروبي، إن المحكمة لم تنجح في إثبات أي اتهام ضد الشيخ بورو.

وطالب محاميه المحكمة العليا، بتقديم ضمانات بأن توفر الدولة له الحماية، عند خروجه من السجن.

وأثناء النظر في قضية بورو، قالت القاضية ويندي ميشيني، إنه يتعين عليه أن يدفع مقابل الاستمرار، في الإقامة بسجن كاميتي، مشدد الحراسة.

وقد يوضح طلبه البقاء في السجن سييء السمعة، حجم الخطر الذي يشعر به بورو على حياته.

وشهدت كينيا خلال الأعوام الماضية، مقتل عدد من الشيوخ، المسلمين، إثر تبرئتهم من المحكمة، بعد اتهامهم بالارتباط بحركة الشباب، ورغم ذلك تنفي الحكومة أي علاقة لها بذلك.

وتتهم منظمة العفو الدولية، ومنظمات حقوقية أخرى، الشرطة الكينية، بممارسة أساليب وحشية، منها عمليات قتل واختطاف، خارج نطاق القانون.

وقالت العفو الدولية، إن 33 شخصا تعرضوا للإخفاء القسري، بواسطة عناصر الشرطة، العام الماضي، وهي اتهامات تنفيها الشرطة الكينية.

ووفقا لإحصاء سنة 2019 فقد بلغت نسبة المسلمين في كينيا حوالي 10.9% من جملة السكان، أي ما يزيد على 8 ملايين مسلم. ينتشرون في القطاع الساحلي في مدن باتا ولامو ومالندي وممباسا، كذلك في داخل كينيا وفي نيروبي وما حولها،.

كما ينتشرون في القطاع الكيني المجاور لحدود الصومال وأوجادين، ومن المسلمين بكينيا جالية هندية باكستانية، وجالية فارسية، هذا فضلاً عن الجالية العربية بكينيا.

وينتشر الإسلام بين الجماعات التي تشكل غالبية سكان كينيا مثل البانتو، وبين النيلين الحاميين وبين العناصر الصومالية في شمال شرقي كينيا، كما دخلت قبيلة جلور الإسلام حديثاً في منطقة أتورو قرب مدينة كسومو.

و للمسلمين في كينبا العديد من الهيئات، والجمعيات يزيد عددها عن الخمسين حتى أنها أصبحت تكون إحدى المشاكل الهامة.

وأخيراً أصبح المجلس الأعلى لمسلمي كينيا يشرف على هذه الهيئات.