أنور الهواري

رد الكاتب الصحفي أنور الهواري علي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي قلل خلال خطاب له في القاهرة حول تطوير القريةالمصرية بعنوان “حياة كريمة ” والذي قلل فيه من من قلق المصريين من تعنت إثيوبيا ورفضها الوصول إلي اتفاق قانوني ملزم حول سد النهضة و مياه النيل.

قال الهواري الذي شغل رئاسة تحرير صحف “الوفد والمصري اليوم “ومجلة الأهرام الاقتصادي” الرسمية في معرض ردع علي السيسي :   غير صحيح أن الدول الكبيرة لاتقلق ، والعكس هو الصحيح تماماً ، الدول الكبيرة تقلق قلقاً كبيراً بحجم مكانتها ووزنها وتأثيرها الإقليمي والدولي ، كما تقلق قلقاً كبيراً بحجم مصالحها الإقليمية والدولية ، كما تقلق قلقاً كبيراً بحجم منافسيها وخصومها وأعدائها ، كما تقلق قلقاً كبيراً بحجم المخاطر التي تهدد مصالحها ووجودها معاً .

ومضي الهواري من خلال تدوينة مطولة علي صفحته علي “الفيس بوك ” لا توجد دولة كبيرة ولا حتي دولة صغيرة يتوفر لها العقل السليم والإدراك الواعي والحس السياسي ثم تنام مطمئنة لنفسها ولمن حولها ، فالدولة – بطبيعتها – كائن قلق ، والقلق شرط أساسي لوجود أي دولة وسلامتها ويقظتها واستعدادها لمواجهة المعلوم والمخبوء من المخاطر الراهنة والمتوقعة وغير المتوقعة .

وأضاف :وباختصار شديد ؛ الدول التي لا تقلق وتطمئن ، ثم تدعو شعوبها ألا تقلق وأن تطمئن ، هي دول تغلب عليها الغفلة ، وتضيع منها الفرصة ، وتفلت منها اللحظة ، وتضطرب في يديها عجلة القيادة ،  وتتوه منها البوصلة ،

تابع الهواري : بل أنها أي الدول التي تقلق تضل الطريق كما يضل منها الطريق ، فكل دعوة للاطمئنان  ، ونحن في عز المعركة ، وفي قلب المعمعة ، وفي عمق الصراع ، هي قول مجاف لمنطق الأشياء ومضاد لحقائق التاريخ .

وحول وصف مخاوف المصريين من قبل السيسي بـ “الهري ” الشعب المصري شعب أصيل نبيل متحضر  ، مثقف العقل ، مهذب الروح ، ذكي الإحساس ، متنور الوجدان ، مستيقظ الضمير  ، يقول الحق ، وينطق الصدق ، ويعتصر الحكمة ، إرادته نافذة ، وكلمته قانون فهي تعلو ولا يُعلي عليها  ، وإجماعه مقدس ، ووظيفة الحكام هي الاستماع له بخشوع وإجلال ، ثم الامتثال لإرادته في تسليم وإذعان .

أردف وغير هذا يكون الحكام اختاروا أن يكونوا ممثلين لأنفسهم ولمواقعهم في الحكم والسلطة والفخامة والأبهة وليسوا ممثلين للشعب ومصالحه وحاضره ومستقبله وهواجسه وقلقه ومخاوفه  ، وباختصار شديد : الحكام هم من يحتاجون الي دروس من الشعب ، والشعب لم ولن يكون في حاجة الي دروس من الحكام ، وغير هذا  تجاوز للحقيقة وافتئات علي المنطق وانقلاب للمعايير  .