انتخابات رابعة للكنيست خلال أشهر

في تأكيد علي الأزمة السياسية المستمرة التي يمر بها الاحتلال الإسرائيلي دون أن أي تأثير للنجاحات التي حققها بنيامين نتنياهو في كسر جدار العزلة العربية الذي ترجم في إعلان أربع عواصم عربية هي الترتيب أبو ظبي والمنامة والخرطوم والرباط تطبيع علاقاتها مع الاحتلال تتجه الدولة العبرية لانتخابات عامة هي الرابعة خلال ثلاث سنوات اثر تراجع زعيم حزب ازرق ابيض بيني جانتس عن تفاهمات مع نتنياهو قربت  الكنيست من حلال نفسه والدعوة لانتخابات مبكرة

ولا يبدو في الأفق ورغم وصول الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الي البيت الأبيض أية احتمالات بأن تشهد هذه الانتخابات نتائج حاسمة بل علي الأكثر قد تكون نسخة بالكربون من الانتخابات الثلاث الماضية  ومعه فشل أي من الكتل الانتخابية في تشكيل أغلبية مريحة داخل الكنيست .

غير أن مراقبين قد يرجحون أن تشهد الانتخابات تطورين مثيرين  في ظل غياب دونالد ترامب  عن المشهد والمعروف بدعمه المفتوح للاحتلال ووجود بايدن ومعه إدارة قد تتعامل بشكل مختلف مع اسرائيل بصورة كالتي عهدها نتنياهو خلال السنوات الأربع الأخيرة

ضيف ثقيل 

الأمر الجديد الثاني يتمثل  فهو أن “بيني جانتس”، الذي لعب دور المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” في الجولات الثلاث الأخيرة، فقد معظم دعمه، بينما سيكون المنافس الرئيسي الجديد من اليمين المتطرف، والذي كان الرجل الثاني في حزب الليكود سابقًا؛ “جدعون ساعر” وحزبه “تكفا هداشا” ” بشكل يؤهلة ليشكل ضيفا ثقيلا علي الانتخابات التشريعية القادمة

من السابق لأوانه معرفة ماذا ستفضي الأمور في هذه الحملة، بالرغم أن الانتخابات لم تعد تفصلنا عنها سوى 3 أشهر، فقائمة المتغيرات طويلة.

وإذا سارت الأمور على منوال الانتخابات الثلاثة الأخيرة، فستكون هناك صفقات وائتلافات يمكن أن يكون لها تأثير كبير.

لكن مع حملة “ساعر” التي لا هوادة فيها ضد “نتنياهو”، فمن شبه المؤكد أن إدارة “بايدن” ستواجه حكومة إسرائيلية متطرفة للغاية، سواء فاز “نتنياهو” مرة أخرى أم لا.

الرهان علي فساد نتنياهو

كان “جدعون ساعر”، طوال العقد الماضي، الشخص الذي اعتقد الكثيرون أنه سيخلف “نتنياهو” في النهاية، وربما أصبح المنافس الأكثر شراسة لـ”نتنياهو” في السنوات الأخيرة، حيث انضم إلى قائمة متنامية من الشخصيات اليمينية التي اختلفت مع “نتنياهو”.

والآن، يقدم “ساعر” نفسه كمرشح يمكنه أن يمنح إسرائيل مزايا سياسات “نتنياهو” – السياسة الخارجية المتشددة والسياسات الاقتصادية النيوليبرالية – ولكنه قادر أيضا على إضافة سياسات اجتماعية أكثر ليبرالية.

ويعتبر “ساعر” رمزا جديرا بإسرائيل 2020، فهو قومي شرس، لطالما عارض كلاً من الدولة الفلسطينية ومنح الجنسية لفلسطيني الداخل، وهو يفضل “الحكم الذاتي المحدود” إذا لم يكن بإمكان الوضع الراهن أن يصمد وهو لا يراعي “التفاصيل” مثل القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان، وقد عارض التسوية مع الفلسطينيين في كل موقف.

نتنياهو وجانتس وخلافات افضت لانتخابات مبكرة

لكن “ساعر” لديه جانب آخر أيضًا، فهو من تل أبيب ويتمتع بحياة المدينة الكبيرة، ويحظى بثناء واسع لدعمه مجتمع اليهود الـ وكذلك حقوق المرأة، كما يختلف عن كل من “نتنياهو” ورفيقه “دونالد ترامب”، من حيث كونه داعم بشكل عام لسيادة القانون محليًا ولا يميل إلى الخطاب التحريضي الذي يؤجج المواطنين ضد بعضهم البعض.

وتحظى قومية “ساعر” بشعبية في إسرائيل ويمكن أن تجعله ليبراليته النسبية في بعض القضايا الاجتماعية أكثر جاذبية، خاصة وأن الإسرائيليين يفكرون في الحاجة إلى إصلاح العلاقات مع اليهود الليبراليين في الولايات المتحدة ومع الحزب الديمقراطي.

وتعتبر نقطة ضعف “ساعر” أمام “نتنياهو” هي قلة خبرته في الشؤون الدولية، فقد كانت أدواره الحكومية في وزارتي الداخلية والتعليم.

صراع يميني يميني 

ومع إن موقفه تجاه الفلسطينيين أكثر يمينية من “نتنياهو”، إلا أن العديد من الإسرائيليين سوف يشككون في قدرته على موازنة آرائه المتشددة مع إدارة “جو بايدن” التي ستكون إلى حد ما أقل محاباة من “دونالد ترامب”.

والأهم من ذلك، أن الإسرائيليين سيرغبون في الاطمئنان لقدرات “ساعر” في التعامل مع التهديدات المباشرة مثل “حماس” و”حزب الله”، وكذلك مواجهة دولة مثل إيران.

وسيراهن  “ساعر” علي تحدي “نتنياهو” مستغلا تهم الفساد معولا علي سياسات شفافة لإخراج التيار اليمين من نفق السمعة السيئة التي الحقت به نتيجة قضايا الفساد التيالتصقت بنتياهو .

ورفم أن ساعر فشل في السابق في إسقاط نتنياهو من علي عرض الليكود واخفق في تصوير  انصار نتياهو بأن يعبدون نتنياهو ولا يهتمون بالمصالح لإسرائيل ولكن ربما ينجح هذا مع الرأيالعام الإسرائيلي الأوسع

وأهرت  استطلاعات الرأي المبكرة احتمالية حصول “ساعر” على ما بين 15 و 24 مقعدًا في الكنيست المقبل، لذلك لديه بعض الأدلة التي تدعم هذا الرأي.

السؤال هو ما إذا كان بإمكان “ساعر” الفوز لمجرد عدم كونه “نتنياهو”.

وقد لا يكون من المشجع عجزه عن عزل “نتنياهو” من رئاسة حزب “الليكود” على الرغم من الفضائح العديدة التي كانت تلاحق رئيس الوزراء، لكن “ساعر” يراهن الآن على تعزيز المشاعر المعادية لـ”نتنياهو” لدى شريحة أوسع من اليمين ويمين الوسط.

قد ينجح “ساعر”، حتى لو لم يتمكن من الحصول على ما يكفي من الأصوات لتخطي “الليكود”، وقد يكون لديه القدرة على الانضمام إلى مجموعات يمينية مثل “يامينا” بزعامة “نفتالي بينيت” وحزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة “أفيجدور ليبرمان”، وكلاهما يقودهما رجال سابقون من “الليكود” يبغضهم “نتنياهو” مثلما يبغض “ساعر”.

ويمكن لمثل هذه الكتلة من يمين الوسط أن تحصل على الدعم من حزب “يش عتيد” لـ”يائير لبيد”.

وقد يكون هذا الائتلاف قادرًا على حشد أغلبية طفيفة معًا إذا تمكن من الحصول على نصف دزينة أو نحو ذلك من المقاعد من الآن وحتى الانتخابات.

انتخابات قد تعيد الكيان للمربع صفر

يأتي هذا في وقت أبدي مراقبون من عدم نجاح ساعر في إلحاق الهزيمةبنتياهو في وقت تحدثت استطلاع للرأي عن تفوق غير ملحو لليكود قد لا تشكل الانتخابات الإسرائيلية في مارس القادم تطورا لافتا إذ يتخوف الكثيرون ان تتحول إلي مجرد رقم في سلسلة الانتخابات الإسرائيلية الثلاث غير الحاسمة الت جرت خلال الأعوام الثلاثة الماضية

أما فيما بالمسار الفلسطيني فلا يتوقع حدوث تطور ذي جدوي فنتياهو وساعريمينيان متشددان ويتبنيان سياسات وضع العصي في الدواليب عبر نهج يميني منشدد قد يقلل الخيارات امام الرئيس الديمقراطي بايدن الذي لا يبدو قادرا علي ممارسة ضغوط جادة تخرج عملية التسوية من نفق التجميد المستمر منذ عدة أعوام