في العراق، حيث يوجد مأزق سياسي وأزمة اقتصادية وبطالة، سيتوجه الشعب إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد للتصويت، حيث يتنافس 3 آلاف 249 مرشحاً من 167 حزباً وتشكيلاً سياسياً في الانتخابات العامة التي ستجرى للمرة الخامسة بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

951 من هؤلاء المرشحين هم من النساء. من ضمن المرشحين هناك 789 من المستقلين عن الأحزاب والائتلافات السياسية.

ستفتح صناديق الاقتراع في العراق يوم الأحد الساعة 07:00 صباحا وتغلق في الساعة 18:00 مساء. من المتوقع إعلان نتائج الانتخابات في غضون 24 ساعة.

وفي إطار “التصويت الخاص” الذي أجري يوم الجمعة، أدلت قوى الأمن واللاجئون الداخليون والسجناء بأصواتهم. وأعلنت المفوضية العراقية العليا للانتخابات أن نسبة المشاركة في التصويت الخاص بلغت 69 بالمئة. كما أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن التصويت الخاص سيكون البداية والفرصة للتصويت العام.

الكتل الانتخابية في العراق

يشارك في الانتخابات ائتلاف الفتح بزعامة هادي العامري الوزير السابق وزعيم منظمة بدر المسلحة المقرب من إيران في الانتخابات كأكبر قوة سياسية شيعية، يليه ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وهو بنية شيعية أخرى دخلت السباق في هذه الانتخابات.

كما ظهر في الانتخابات تحالف “قوى الدولة الوطنية”، الذي تشكل بزعامة الزعيم السياسي والديني الشيعي عمار حكيم ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، باعتباره الهيكل السياسي الشيعي الثالث.

الكتلة الانتخابية  “جماعة الصدر” التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تعتبر مجموعة شيعية رئيسية أخرى التي شاركت في الانتخابات.

من ناحية أخرى، يستعد السُنة للانتخابات بائتلافين انتخابيين منفصلين. أولها تحالف التقدم برئاسة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وتحالف عزم بزعامة رجل الأعمال والسياسي السني خميس الخنجر.

بينما دخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، أحد الأحزاب التي تقود الحركة السياسية الكردية، الانتخابات بمفرده، قرر ثاني أقوى حزب كردي ، الاتحاد الوطني الكردستاني، الانضمام إلى الانتخابات بتشكيل تحالف مع حركة كوران.

لأول مرة في كركوك، يشارك التركمان في انتخابات 10 تشرين الأول ضمن الأحزاب السياسية في تحالف انتخابي واحد.

انتخابات العراق في ظل تحديات الأزمة الاقتصادية الصعبة، والنفوذ المتزايد للميليشيات، وفساد مزمن متحكم بمفاصل الدولة، ونسبة 40% من العاطلين عن العمل من الشباب؛ لذلك كله فإن الانتخابات لا تثير الاهتمام والحماسة لدى أغلب العراقيين.

مراقبون دوليون في العراق

شوارع العاصمة بغداد شهدت تعليق ملصقات المرشحين للانتخابات. الوضع مماثل في مدن أخرى من البلاد. على عكس الانتخابات السابقة، بدأت الدعاية الانتخابية قبل 3 أشهر في هذه الانتخابات.

وفقا لقانون الانتخابات الجديد، تم رفع الدوائر الانتخابية البالغ عددها 18 دائرة إلى 83. ومن المتوقع أن يمهد هذا الوضع الطريق لمرشحين مستقلين.

كما سيشارك المراقبون الدوليون في هذه الانتخابات. وجاء في البيان الذي أدلى به الاتحاد الأوروبي أنه بناء على طلب المفوضية العراقية العليا للانتخابات، سيتم إرسال وفد إلى البلاد لمراقبة الانتخابات.

كما أعلنت جينين هينيس بلاسخارت، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، أن 877 مراقبًا محليًا ودوليًا سيراقبون الانتخابات.

في أكتوبر / تشرين الأول 2019، اضطرت الحكومة بقيادة عادل عبد المهدي إلى الاستقالة بعد سنوات طويلة من السلبية والاحتجاجات الشعبية الواسعة النطاق ضد النظام السيئ.

وقررت الحكومة التي تشكلت بقيادة رئيس جهاز المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي إجراء انتخابات مبكرة في 10 أكتوبر تشرين الأول تماشيا مع مطالب المتظاهرين.

الرئيس العراقي برهم صالح، قال في كلمة موجهة إلى الشعب إن انتخابات الأحد “فرصـة لبناء دولة قادرة على تشكيل حكومة وطنية قوية”، مشيرا إلى أن العدالة والاستقلال لن يتحققا الا عبر تشكيل برلمان قوي.

/الأناضول/ نينا/

من عبده محمد

صحفي