جرت في العاشر من أكتوبر الجاري، انتخابات وصفها مراقبون بأنها الأهم في جميع الدورات الانتخابية السابقة؛ لأنها الأولى التي جاءت بعد الاحتجاجات الشعبية التي شهدها العراق في أكتوبر 2019.

وأدت هذه الانتخابات إلى إسقاط حكومة عادل عبد المهدي والتي كان يؤمّل أن تشكل منطلقًا جديدا لهذا البلد نحو الاستقرار والتغيير السياسي.

وهذا الاهتمام ينطوي على الدول العربية بشكل خاص، أو دول الخليج وفي مقدمتهم دلة الكويت.. فلماذا دول الخليج على وجه التحديد!

 

اهتمام كويتي:

وفق ما يراه ” عبد الله بشارة” في صحيفة القبس الكويتية أن الانتخابات في العراق “تحتكر اهتمامات كويتية خاصة، لا تماثلها في المتابعة والتحليل والبحث عن الخلفيات ورصد التوجهات”.

فالاستثنائية التي تحظى بها تطورات العراق السياسية جاءت من إفرازات الغزو ومن الغلاظة البشعة التي تسيدت العلاقات الكويتية-العراقية منذ تولي صدام حسين السلطة.

ويأمل بشارة في أن “توجد الكويت في الصف الأول الذي يرسم إعادة بناء العراق، معتمدة على خبرة كسبتها عبر نشاط صناديقها، وعلى قناعة سياسية راسخة بأن استقرار العراق وتطورّه دعامة جوهرية لترسيخ استقرار الكويت وحشد طاقات شعبها للانطلاق نحو البناء والتنمية”.

السعودية:

أما بالنسبة للسعودية فيقول سالم اليامي في صحيفة اليوم السعودية: “إن النتائج الأولية تقول إن العراق يعود إلى عروبته حيث فازت القوى السياسية التي ترفض استمرار التأثير الإيراني في الشأن العراقي.

ويتابع: وهذه ميزة ولكنها في ذات الوقت مثلبة، وقد تكون مصيبة حيث إن هذه الحال أخرجت أصوات أتباع إيران في العراق على حقيقتهم فهم يرفضون هذه النتائج، ويهددون بمقاومتها بالقوة، الأمر الذي قد يعيد العراق العربي لا سمح الله إلى مربع الاقتتال الداخلي، وهذا يضر بالمنطقة بأكملها.

 

قطر:

وقطريا يقول ماجد بن محمد الأنصاري في صحيفة الشرق القطرية: “بعد إعلان مفوضية الانتخابات العراقية على عجل النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية، عملاً بالتعديلات التي أقرّها البرلمان المنصرف على قانون الانتخابات بهدف التقليل من فرص التلاعب بالنتائج، فور صدور الأرقام الأولية بدأت الاعتراضات من الأطراف المختلفة”.

ويضيف الأنصاري: “تطورت الاعتراضات سريعًا وخلال ساعات وقبل صدور النتائج النهائية كانت كل القوى السياسية قد أخذت مواقعها في حالة الاستقطاب الجديدة استعدادًا للمعركة القادمة”.

وتتمثل أهمية الانتخابات في العراق من حيث الاستقرار السياسي والذي تستفيد منه قطر في تنظيم كأس العالم 2022، والذي سيكون في صالحها أن تكون الأمور في المنطقة هادئة ومستقرة.. فهذا سيزيد من فرصة استقطاب الشركات والأفراد إلى البلاد.

 

الإمارات:

أما إماراتيا فيقول حسام ميرو فى صحيفة الخليج الإماراتية إن كثيرا من القوى المدنية فضّلت أن تقاطع الانتخابات الأخيرة، مضيفا أن هذه الخطوة “قد تبدو رمزية في ظاهرها، لكنها تعكس أمرين اثنين:

الأول أنها تدرك مُسبقًا طبيعة السياق الانتخابي الحالي، وتجد أن مشاركتها لن تؤدي إلى خلخلة موازين القوى.

الأمر الثاني هو أن وجودها في المعارضة قد يكون أفضل لها، وهو ما يعطيها مساحة للمناورة، ويجعلها قوة ضغط، خصوصًا إذا ما تمكّنت من تنظيم نفسها على المستوى الوطني”.

أما  بالنسبة للأهمية التي ستعود على الإمارات، وجود القوات الإماراتية في اليمن والحفاظ عليها وعدم المساس بها، حيث أن الحكومة العراقية من الممكن أن تكون حلقة وصل بين النظام في الإمارات وإيران.

ويرى كتاب عراقيون، أنه على القوى السياسية أن تمتلك الوعي الديمقراطي الذي يؤهلها لإدراك أن السياسة هي فن الممكن، وأن التفاوض في قضية تشكيل الحكومة لا بد أن يكون وفق المصالح الوطنية العليا وتحقيق تطلعات المواطن العراقي.