الأمة ووكالات

صراع وحرب تكسير عظام بين روسيا وأمريكا، فبين عقوبات وعقوبات مضادة تسير مسيرة الوجه الآخر للصراع الروسي في أوكرانيا؛ ولكن هذه المرة ضد الولايات المتحدة الأمركية بنكهة اقتصادية.

فبمجرد فرض العقوبات الغربية على روسيا شرعت موسكو في رفع سعر الفائدة الرئيسية بأكثر من الضعف، في محاولة لوقف تراجع الروبل، الذي انخفضت قيمته مقابل الدولار بنسبة 30% بعد فرض العقوبات.

كما قامت بمنع مدفوعات الفوائد للمستثمرين الأجانب الذين يحملون سندات حكومية، وحظرت على الشركات الروسية دفع أموال للمساهمين الأجانب.

ومنعت روسيا المستثمرين الأجانب الذين يمتلكون عشرات المليارات من الدولارات من الأسهم والسندات الروسية من بيع تلك الأصول.

ويشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق من قيام العديد من الأثرياء الروس بتحويل مدخراتهم من الروبل إلى عملات مشفرة -مثل البيتكوين- للالتفاف على العقوبات.

وترفض العديد من أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم فرض حظر شامل على العملاء الروس.

وقد هددت وزارة الخارجية الروسية بفرض عقوبات على الغرب، قد تشمل تقليل أو إيقاف إمدادات الغاز إلى أوروبا.

كما لا تستطيع شركات الطيران البريطانية دخول المجال الجوي الروسي أو الهبوط في المطارات الروسية.

حدث بالفعل

واليوم قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نُشر الثلاثاء، إن روسيا فرضت عقوبات على الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومسؤولين أمريكيين آخرين.

وأضاف البيان أنه “ردًا على سلسلة من العقوبات غير المسبوقة… اعتبارًا من 15 مارس من هذا العام، تتضمن” قائمة الإيقاف “الروسية على أساس المعاملة بالمثل الرئيس جيه بايدن ووزير الخارجية ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، بالإضافة إلى عدد من رؤساء الإدارات والشخصيات الأمريكية المعروفة”.

 

أبرز العقوبات الغربية

مد القادة الغربيون إلى تجميد أصول البنك المركزي الروسي، مما حد من قدرته على الوصول إلى 630 مليار دولار من احتياطاته.

 

ومنعت بريطانيا، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة المواطنين والشركات لديها من إجراء أي تعاملات مالية مع البنك المركزي الروسي أو وزارة المالية الروسية أو صندوق الثروة السيادي الروسي.

 

وتضمنت العقوبات إبعاد بعض البنوك الروسية عن نظام سويفت الذي يسمح بتحويل الأموال بشكل سهل بين الدول المختلفة، وهو الأمر الذي سيعيق قدرة روسيا على الحصول على عائدات بيع نفطها وغازها.

 

كما فرضت بريطانيا عدة عقوبات إضافية على موسكو من بينها:

 

استبعاد كبرى البنوك الروسية من النظام المالي البريطاني.

تجميد أصول كافة البنوك الروسية

إصدار قوانين لمنع الشركات والحكومة الروسية من الحصول على أموال من الأسواق البريطانية.

وضع حد أقصى للمبالغ المالية التي يمكن للروس إيداعها في البنوك البريطانية.

بدوره أعلن الاتحاد الأوروبي عن فرض عقوبات تستهدف 70 في المئة من السوق المصرفية الروسية وكبريات الشركات المملوكة للدولة الروسية.

 

عقوبات على الأشخاص

 

استهدفت العقوبات الغربية أيضا عددا من الأشخاص البارزين في روسيا، على رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، الذي تم تجميد أصوله في الولايات المتحدة، وكندا، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، علاوة على حظر سفرهما إلى الولايات المتحدة.

 

بالإضافة إلى ذلك، استهدفت الولايات المتحدة أصول ثمانية آخرين من الأوليغارش والمسؤولين الروس، بما في ذلك رجل الأعمال أليشر عثمانوف.

وفرضت أستراليا عقوبات على الأثرياء الروس، وأكثر من 300 من البرلمانيين الروس، الذين صوتوا بالسماح بإرسال الجيش إلى أوكرانيا.

 

وفرضت اليابان عقوبات على مؤسسات وشخصيات روسية، وعلقت صادرات عدة سلع إلى روسيا، منها صادرات أشباه الموصلات.

 

وأطلق الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا فريق عمل عبر المحيط الأطلسي لتحديد وتجميد أصول الأفراد والشركات الخاضعة للعقوبات.كما أعلنت بريطانيا عزمها فرض قيود على منح “التأشيرات الذهبية” ، التي سمحت للأثرياء الروس بالحصول على حقوق الإقامة في بريطانيا، ومن المقرر أن يناقش النواب البريطانيون مشروع قانون الجرائم الاقتصادية، الذي يهدف إلى تجميد أصول “حلفاء بوتين” في المملكة المتحدة.

التجارة مع روسيا والسفر

 

تم الإعلان عن فرض قيود على المنتجات التي يمكن إرسالها إلى روسيا من قبل بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرها.ويشمل هذا السلع ذات الاستخدام المزدوج – وهي المواد التي يمكن استخدامها للأغراض المدنية والعسكرية على حد سواء، مثل المواد الكيميائية أو الليزر.ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى إيصال روسيا إلى وضع يصبح معه م نالمستحيل عليها تحديث وصيانة مصافي النفط لديها، كما قام التكتل بحظر بيع الطائرات ومعداتها لشركات الطيران الروسية.انضمت الولايات المتحدة إلى بريطانيا والاتحاد الأوروبي وكندا في حظر جميع الرحلات الجوية الروسية من مجالها الجوي. كما حظرت بريطانيا أيضا دخول الطائرات الخاصة المسجلة في دول ثالثة في حال تم استئجارها من قبل الروس.وقد تم بالفعل حجز طائرة خاصة في مطار فارنبورو في هامبشاير بسبب اشتباه بأنها مملوكة أو مستأجرة من قبل الملياردير الروسي يوجين شفيدلر.كما تواجه بيلاروسيا، التي اتُهمت بمساعدة الغزو الروسي، عقوبات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا.

 

ما الذي قامت به الشركات؟

 

أوقف عدد متزايد من الشركات العالمية بما في ذلك ماكدونالدز وكوكا كولا وستاربكس خدماتها في روسيا.كما أوقفت مجموعة يونفيرسال للموسيقى عملياتها وأغلقت مكاتبها في روسيا.

كما أعلنت كل من أبل ونتفليكس وزارا ومذركير واتش آند إم وجاغوار ولاندروفر تعليق أنشطتها في روسيا.وقالت ثلاث من أكبر أربع شركات محاسبة في العالم إنه لن يكون لها بعد الآن شركاء في روسيا، في حين أعلنت شركة المحاماة الرائدة فريش فيلدز أنها لن تعمل بعد الآن مع أي عملاء مرتبطين بالدولة الروسية.

 

 

من أبوبكر أبوالمجد

صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية