الأمة| قالت تقارير إن السلطات الأردنية نفذت حملة اعتقالات بالاستعانة بأقوي جهازين للأمن، وأن من بين المعتقلين ولي العهد السابق الأمير حمزة بن حسين، وعضو بالعائلة الملكية ورئيس الديوان الملكي الأسبق.

وسائل إعلام قالت إن قوة مشتركة من جهازي المخابرات والأمن العسكري الأردنيين وباشراف قائد القوات المشتركة الأردنية قامت بحملة اعتقالات طالت أكثر من 20 شخصا في عمان ومنطقة الكرك جنوب العاصمة.

ويدل مشاركة أقوى جهازين للأمن في الأردن على أن مايحدث أمر كبير وجلل.

وفي وقت لاحق قال الأمير حمزة بن حسين، في مقطع فيديو مسرب إنه تم قطع خطوط الإنترنت والهاتف عنه، وأنه وُضع قيد الإقامة الجبرية.

وفي الفيديو الذي نشرته (بي بي سي)، قال: “زارني رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الأردنية صباح اليوم وأبلغني أنه لن يسمح لي بالخروج والتواصل مع الناس أو لقاءهم لأنه في الاجتماعات التي كنت حاضرًا فيها – أو على وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالزيارات التي قمت بها – كانت هناك انتقادات للحكومة أو الملك”.

لكنه أضاف: “أنا لست الشخص المسؤول عن انهيار الحوكمة والفساد وعدم الكفاءة التي كانت سائدة في هيكلنا الحاكم منذ 15 إلى 20 عامًا وتزداد سوءًا … ولست مسؤولاً عن قلة إيمان الناس بمؤسساتهم.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن ولي العهد السابق للمملكة الأمير حمزة بن حسين وما يقرب من 20 شخصا آخرين تم اعتقالهم اليوم السبت.

وفي وقت سابق قالت الصحيفة إن الأمير حمزة بن حسين، الابن الأكبر للملك حسين الراحل من زوجته الأمريكية الملكة نور، تحت الإقامة الجبرية في قصره بعمان، وسط تحقيق معه في مؤامرة للإطاحة بأخيه غير الشقيق الملك عبد الله الثاني.

وفيما يوحي بأنه محاولة انقلاب فاشلة، أضافت الصحيفة أن هذه الخطوة جاءت في أعقاب اكتشاف ما وصفه مسؤولو القصر بوجود مؤامرة معقدة وبعيدة المدى تضم على الأقل أحد أفراد العائلة المالكة الأردنية وكذلك زعماء القبائل وأعضاء المؤسسة الأمنية في البلاد.

وقال مسؤول في المخابرات، الذي تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته، إن من المتوقع حدوث اعتقالات إضافية، مشيرا إلى الحساسيات الأمنية المحيطة بالعملية.

وأكد مستشار أردني في القصر أن الاعتقالات تمت على خلفية تهديد استقرار البلاد.

وشغل الأمير حمزة وهو ضابط سابق في الجيش الأردني منصب ولي عهد الأردن لمدة ست سنوات قبل أن يتم تعين الابن الأكبر للملك عبد الله.

وقال مسؤول في المخابرات إن ضباط الجيش الأردني أبلغوا الأمير حمزة باحتجازه، ووصلوا إلى منزله برفقة حراس، مع استمرار الاعتقالات الأخرى.

ولم يتضح مدى قرب المتآمرين من تنفيذ الخطة، أو ما الذي خططوا لفعله بالضبط.

ووصف مسؤول في المخابرات الخطة بأنها ”منظمة تنظيماً جيداً“، وقال إن المتآمرين لديهم فيما يبدو ”علاقات خارجية“، رغم أنه لم يخض في التفاصيل.

وكان من بين المعتقلين الشريف حسن، وهو أيضا فرد من العائلة المالكة، ورئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله.

وقال وكالة الأنباء الأردنية الرسمية نقلا عن مصدر أمنيّ، “بعد متابعة أمنية حثيثة تمّ اعتقال المواطنين الأردنيين الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسبابٍ أمنيّة”.

فيما قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي إن ما نشر من ادعاءات حول اعتقال الأمير حمزة غير دقيق.

وقال في بيان انه : طٌلب من الأمير حمزة التوقف عن تحركات ونشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره في إطار تحقيقات شاملة مشتركة قامت بها الأجهزة الأمنية، واعتقل نتيجة لها الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرون.

واضاف الحنيطي إن : التحقيقات مستمرة وسيتم الكشف عن نتائجها بكل شفافية ووضوح.

وأكد أن كل الإجراءات التي اتخذت تمت في إطار القانون وبعد تحقيقات حثيثة استدعتها، وقال لا أحد فوق القانون وأن أمن الأردن واستقراره يتقدم على أي اعتبار.

وشهدت العاصمة مساء اليوم السبت انتشارًا أمنيا مكثفًا.

وفور انتشار نبأ اعتقاله، تصدر وسم (#الامير_حمزه) منصات التواصل الاجتماعي في الأردن وعدد من الدول العربية، مع الثناء على مجهودت ولي العهد السابق في محاربة الفساد.

دعم عربي لملك الأردن

وكانت مصر أولى الدول المعلقة على حملة الاعتقالات في الأردن، وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية “تعرب جمهورية مصر العربية عن تضامنها الكامل ودعمها للمملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة وقياداتها الممثلة في صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وذلك في الحفاظ على أمن واستقرار المملكة ضد اى محاولات للنيل منها، وتؤكد مصر على ان امن واستقرار الاردن الشقيق هو جزء لا يتجزء من الامن القومي المصري والعربي … وحفظ الله المملكة من كل سوء”.

كما أعلنت المملكة العربية السعودية عن مساندتها التامة للأردن، وقال بيان للديوان الملكي أنه: انطلاقاً مما يربط المملكة العربية السعودية مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة من روابط وثيقة راسخة قوامها الأخوة والعقيدة والمصير الواحد، وامتداداً لتاريخهما المشترك وأن أمنهما كل لا يتجزأ، فإن المملكة العربية السعودية تؤكد وقوفها التام إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ومساندتها الكاملة بكل إمكاناتها لكل ما يتخذه صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وصاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد من قرارات وإجراءات لحفظ الأمن والاستقرار ونزع فتيل كل محاولة للتأثير فيهما. سائلين المولى عز وجل أن يديم على المملكة الأردنية الهاشمية أمنها واستقرارها في ظل قيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي عهده الأمين.

من جهة أخرى قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن “العاهل الأردني الملك عبد الله شريك رئيس للولايات المتحدة وندعمه بشكل كامل”.

/نينا/

من عبده محمد

صحفي