رضا بودراع، المحلل السياسي الجزائري، وأمين عام حركة أحرار

الدستور الجزائري يعيد هندسة وصناعة هوية جزائرية مناقضة تماما لهوية الأغلبية الأصيلة وما تَرَكَنا عليه الشهداء الأبرار والمجاهدون الثوّار بعدما حرّروا البلاد والعباد من الاحتلال البغيض. حسب بيان حركة أحرار الجزائرية، ويضيف البيان، لا يعقل أن نفكّك هوية الآباء ونُحِلَّ مكانها هويةَ أقليةٍ من بقايا الاحتلال ومنتجاته تتعمّد المفاصلة مع الهوية الجزائرية الأصيلة وتعلن التمايز عنها.

 

ويقول رضا بودراع الأمين العام للحركة، أولا، القدس مبدأ عقدي لا يقبل المساومة، وعلى هذا النسق نثمن الموقف الرسمي للرئاسة بعدم الهرولة نحو عملية التطبيع على أن العبارة تحمل عرْض التفاوض الأقل من الهرولة.

 

إن الذي يتماهى مع عقيدة الجزائريين هو معنى: الرفض التام وليس لفظ «عدم الهرولة»، ومع ذلك نثمّنه ونفتخر به كجزائريين، ففلسطين عندنا وطن ودين.

 

ثانيا، نرفض رفضا تاما استعمال المقدسات لدغدغة عواطف الجزائريين ومن ثمّة تمرير مسوّدة دستور العصابة. فالقدس والجزائر صنوان وخطان أحمران، فلا يعقل أن نحفظ القدس ونضيع الجزائر بمسوّدة دستور يعيد هندسة وصناعة هوية جزائرية مناقضة تماما لهوية الأغلبية الأصيلة وما تَرَكَنا عليه الشهداء الأبرار والمجاهدون الثوّار بعدما حرّروا البلاد والعباد من الاحتلال البغيض. فلا يعقل أن نفكّك هوية الآباء ونُحِلَّ مكانها هويةَ أقليةٍ من بقايا الاحتلال ومنتجاته تتعمّد المفاصلة مع الهوية الجزائرية الأصيلة وتعلن التمايز عنها.

 

والرفض هنا ليس عدميا بل لأسباب وجيهة ومنطقية وواقعية فرضها حراك الشعب الجزائري على الجميع ومن الوفاء استحضارها واستلهامها وترسيخها في كل مواقفنا واجتهاداتنا السياسية.

 

إنّ أسباب رفض مسودة الدستور في تقدير حركة أحرار هي أنّ:

 

١- الشعب الجزائري يرى بوضوح تغير سلوك السلطة منذ فرض لجنة الحوار القاصر وغلق لعبة الرئاسة على مرشحي السلطة الفعلية و الدولة العميقة مع إقصاء متعمد حتى لا يصل مرشحو الشعب إلى محطة 12/12 وغياب مشروعية الانتخابات الرئاسية.

 

٢- ويرى الشعب بوضوح نرجسية السلطة الفعلية وتحالفها مع الأقلية المؤدلجة من الاستئصاليين والفرانكولائكيين وعودة العصابة والدولة العميقة معا إلى سدة الحكم.

 

٣- ويرى الشعب بوضوح أن مسودة الدستور انبثقت من عناصر مؤدلجة تريد فرض عناصر هوياتية غريبة عن الشعب الجزائري الأصيل بكل مكوناته.

 

٤- ويرى الشعب بوضوح حالة الإغلاق السياسي الذي تتعمده السلطة الفعلية وواجهتها الرئاسية

 

بتجاوز فتح الحياة السياسية وقبول ملفات الأحزاب الحراكية الناشئة والهروب إلى مغازلة المجتمع المدني الذي يطلب أصلا حقوقه السياسية.

 

٥- ويرى الشعب بوضوح أن عملية التغيير ليست منبثقة من الشعب الجزائري (حوار شعبي شعبي) وإنما تمّ فَرْض منطقٍ عصاباتي مفاده أن العصابة هي من تقود عملية التغيير بوجودها وحلفاءها فقط مع تعمد الإقصاء التام للإرادة الشعبية.

 

والخلاصة أن حركة أحرار:

١- ترفض كل المناورات السياسية التي تفضي إلى إقصاء إرادة الأغلبية الشعبية الأصيلة.

 

٢- وترفض مسوّدة دستور يفكك هوية الإنسان الجزائري الأصيل ويُحِلّ محلها هوية غريبة.

 

٣- وتدعو أن يكون الموقف الرسمي من التطبيع هو الرفض الأبدي الكامل.

 

٤- و تدعو كل القوى الجزائرية الأصيلة إلى -خلق منصة حوار شعبي شعبي تَكتُبُ بأيدٍ شعبية وثيقةً تتضمن رؤية ومبادئ وقيم وأخلاقيات الحوار التي تضبط عملية صياغة مسودة دستور الشعب الجزائري- ومن ثمة التأسيس لخطاب وممارسة سياسية سويّة في بيئة صحية بعيدة عن عفن المنظومة المستبدة.