من لم يقرأ سرديات جامع أبيولا بكل صراحة قد فاته كثير من خيرات جمال الإبداع النيجيري العربي وخاصة سيرته الغيرية المعنونة ب” الرئيس الذي لم يحكم” حكى في سطور هذه السيرة حياة ولادة الرحيل إلى رحمة ربه الغفور المشهود أبيولا من ولادته إلى وفاته.. وقد ركز الكاتب على نقاط مهمة في تصويره لحياة أبيه حيث ركزت آلته التصورية على كيف استطاع بطله أن يجمع ثورته الهائلة بجهوده الفردي وكيف استطاع أن يقتحم في النشطات السياسية وما هي الصراعات التي واجهته وكيف استطاع القضاء عليها وكيف فاز في الانتخابات الرئيسية وكيف زجوه في السجن بعد رفضه للخضوع لقرارات الجنرال إبراهيم بابنغدا…..هكذا سرد الكاتب أحداث سيرته الغيرية إلى انتهت القصة بوفاة بطله…..

 

ليس كل ابن يستطيع أن ينقل للقراء سيرة أبيه بكل أمانة وموضوعية يحكي لك ما وقع كما وقع من دون تغريب الأحداث وتهجين المشاهد الواقعية بالخيالية، ولا تشعر بشيء في سطور هذه السيرة إلا أنها كتبت بدماء الحب ونبضات القلب….

 

هذا الكتاب فريد في نوعه ومتميز بنسقه السردي وجودته المعمارية فقد رصد لنا فيه السارد واقع مجتمع نيجيري في فترة من الفترات حيث الاستبداد والدكتاتورية هي السائدة والمهيمنة على جميع الأنظمة السلطوية، ولجوء الكاتب إلى الكتابة ليفرز فيها مكبوتاته وليتسلى عن همومه يؤكد لنا إيمانه بأن القلم أحد من السيف.

 

ولجامع أبيولا أعمال كثيرة وجلها مكتوبة بلغتين العربية والإنجليزية ويجيد الكاتب ١٠ عشرة لغات عالمية، من كتبه ما يأتي:

– سجينة الضمير

– آمال واقعية

– الرئيس الذي لم يحكم

من حسين لون بللو

كاتب نيجيري، وباحث في النقد الحديث والمعاصر