الأمة -طرابلس -خاص 

رجحت مصادر ليبية مطلعة ان يعلن زعيم مليشيات الكرامة خليفة حفتر عن المفاجأة التي أعدها الليبيين في ذكري الاستقلال عدا عن تقسيم ليبيا الي ثلاث اقاليم وطرابلس وبرقة  وفزان ليعيد سيناريو تقسيم ليبيا مجددا إلي صدارة المشهد مستغلا دوره في الانسداد السياسي التي تعاني منه البلاد واثر فشل حملته العسكرية للسيطرة علي العاصمة طرابلس سواء بالقوة العسكرية او بعملية سياسية عبر محاولة فرض حكومة موالية له بقيادة باشاغا في طرابلس .

حفتر أسير الحرب السابق والذي فشل فشلا ذريعا في السيطرة علي العاصمة طرابلس رغم الدعم المفتوح الذي يحظي به من قبل مصر والإمارات وفرنسا التي تري في مشاريع التقسيم حلما لها سواء بالسيطرة علي الهلال النفطي في الشرق كما تحلم القاهرة أو ابو ظبي او كما تسعي فرنسا لاستعادة أمجادها في الجنوب الليبي علي وقع فقدانها للكثير من محطات نفوذها في القارة  السمراء .

مخطط تقسيم ليبيا والأصابع المصرية

مصادر ليبية ربطت بين اعتزام حفتر إعلان تقسيم ليبيا وبين الزيارة التي قام بها أخيرا لبنغازي رئيس المخابرات المصرية عباس كامل حيث التقي حفتر في ظل  سعي  القاهرة بكافة الأشكال لإفشال اتفاقية ترسيم الحدود الذي وقعتها حكومة فايز السراح مع تركيا  وكذلك الاتفاقية التي وقعتها حكومة عبدالحميد الدبيبة مع أنقرة للتنقيب عن البترول والغاز في المتوسط وفي مجمل الأراضي الليبية خصوصا إن إعلان مصر ترسيم حدودها البحرية مع ليبيا الذي أعلن أخيرا من جانب واحد قد لا يحقق الكثير لمصر .

حفتر ورغم أنه كان في السابق يقف ضد مشروع تقسيم ليبيا أو وجود دولة فيدرالية يبدو أنه سيعلن قرار التقسيم عن تقسيم ليبيا الي اقليمين برقة وفزان مستغلاسيطرته العسكرية عليهما من خلال خطاب سيلقيه   بساحة “الكيش” غدا السبت بمناسبة ذكرى الاستقلال الا أنه تراجع عن هذا النهج في ظل إدراكه بصعوبة حكم دولة ليبية موحدة لعوامل عديدة ويبدو أنه وكما عهده دائما بقي اسيرا لأجندات داعميه والتي لا تجد أزمة في تقسيم ليبيا وبل أن مصالحها تبدو متحققة عبر هذا السيناريو تقسم ليبيا وسيف القذافي.

كامل وحفتر

الحديث عن تقسيم ليبيا بدأ منذ سنوات حيث طرحه نجل القذافي سيف الإسلام المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية في خطابه الشهير الذي ألقاه علي واقع اشتعال الثورة ضد نظام والده المقبور معمر القذافي حيث هدد الليبيين بخيار التقسيم إذ مضوا قدما في الثورة علي نظام القذافي وإسقاطه وهو ما ضرب به الليبيون عرض الحائط انطلاقا من أن هذا السيناريو لا يحظي بشعبية ولا توجد له فرص للتنفيذ علي ارض الواقع .

وفي هذا السياق لم تستبعد مصادر ليبية أن يكون لجوء حفتر لخيار تقسيم ليبيا إلي إقليمين وتنصيب نفسه زعيما للإقليميين برقة وفزان مجرد محاولة لإجبار حكومة عبدالحميد الدبيبة للرضوخ لدعوات الاستقالة  وتنصيب باشاغا والتراجع بشكل كلي عن الربط بين استقالتها وتسليم السلطة لحكومة منتخبة والسعي عبر طرح خيار التقسيم لتخويف الليبيين من تمزيق وحدة ليبيا إذ لم تسلم السلطة لحكومة باشاغا الموالية لحفتر ووالتي تعزف علي نغم النظام المصري .

مخطط التقسيم ونهب ثروات الليبيين

دعوات التقسيم كانت قد بدأت بواده تظهر عبر تصريحات للمبعوث الأممي عبدالله باتيلي الذي حذر من خيار تقسيم البلاد يبقي مطروحا علي الطاولة حال استمرار حالة الانسداد السياسي وعدم التوصل لحلول للخلافات بين برلمان طبرق والمجلس الأعلي للدولة حول القاعدة الدستورية وعديد من البنود التي تعرقل عقد الانتخابات الليبية وخروج البلاد من أزمتها

في هذا السياق رفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة أي دعوات لتقسيم ليبيا مشيرا إلي أن من يتبني هذا الطرح سيلفظ من قبل الشعب الليبي الذي يمقت التقسيم نافيا ما يتردد عن عرقلة حكومته إقرار القاعدة الدستورية لاسيما ان إقرارهذه  القاعدة الدستورية ما يسمي بالبرلمان والمجلس الأعلي للدولة وليس حكومته

إلي ذلك حذر النشط السياسي الليبي عيسي بن عثمان في منشور له علي فيس بوك حذر من يطلقون دعوات التقسيم من غضب الشعب مشيرا إلي أن ما يشاع من اخبار عن تقسيم ليبيا الي دويلات أمر مدير من قبل أعداء الوطن للسيطرة الكاملة على مقدرات البلاد الاقتصادية والتحكم في مصيرها السياسي أكثر مما تعانيه اليوم.

ومضي للقول وعليه ندعو اهلنا في مدننا العريقة وقرانا الحبيبة واريافنا الطاهرة الي اليقظة والاستعداد لمواجهة هذا المخطط السرطاني الخبيث.ومقاومته بكل قوة .وحزم.اذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.

معارك طرابلس

أما الصوت الأعلي في رفض تقسيم ليبيا فجاء من عملية بركان الغضب عبر تغريدة لعضو غرفة العمليات  بها يوسف المحجوب حيث غرد قائلا : أعلن بسمي وبسم ثوار 17 فبراير، وغرفة عمليات بركان الغضب، رفضنا القاطع لمحاولات تقسيم البلاد من قبل أطراف تنتحل صفة قيادات عسكرية في الشرق الليبي ونمهل الحكومة حتى بداية العام للتصدي لهذا المشروع الفرنسي والمصري.

ومضي للقول سيتم حل كافة الأجسام وتسليم زمام البلاد لقادة فبراير، وتشكيل غرفة عسكرية بشكل عاجل لتحرير كامل التراب الليبي من سطوة العسكر وإنقاذ قوت الليبيين من الأطماع الخارجية ليبيا مشيرا إلي أنه تم التنسيق للخروج في مظاهرات في عدة مناطق بالمنطقة الغربية ضد مشروع مصر و فرنسا

من جانبه حمل المحلل السياسي الليبي عصام الزبير ما اسمه المجرم خليفة حفتر مسئولية الدعوات لتقسيم ليبيا مشيرا إلي أن حفتر وبعد أن أيقن باستحالة السيطرة علي ليبيا بالعمل العسكري او عبر بوابة السياسة  و حكومة باشاغا يريد طرح خيار التقسيم الذي يقف وراءه المصريون والذي طرح بقوة خلال  زيارة مدير المخابرات المصرية  عباس كامل للمنطقة الشرقية

وقال الزبير في تصريحات خاصة لـ “جريدة الأمة الأليكترونية” حفتر يريد الهيمنة علي الشرق والجنوب الليبيين وتنصيب نفسه حاكما ومهيمنا علي الإقليميين رغم أنه كان معارضا بقوة لخيار التقسيم الفيدرالية موضحا أن حفتر بدا يدرك تراجع اسهم سيف القذافي وأنصار النظام السابق للعودة للحكم فبدأ ينفذ هذا المشروع التقسيم بدعم من النظام المصري رغبة في التضييق علي اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا

ولفت إلي دعوات تقسيم ليبيا مصيرها الفشل في ظل الرفض الدولي والشعبي العام لهذا الخيار الذي جاء بعد فشل جميع محاولات حفتر للوثوب علي السلطة في ليبيا سواء عبر العمل العسكري او تنصيب حكومة باشاغا الموالية له معتبرا أن حفتر يريد تعزيز سلطته بفرض نفوذه علي المنطقتين الشرقية والجنوبية التي يسيطر عليها التي يزعم سيطرته عليها حال الوصول لأي تسوية دائمة للأزمة الليبية