يواصل مرض “جدري القردة” الجلدي الفيروسي انتشاره في أوروبا والعالم، حيث أعلنت الجمعة كل من ألمانيا وبلجيكا وهولندا عن تسجيل إصابات بهذا المرض.

ووصفت ألمانيا التفشي الجديد لـ”جدري القردة” بأكبر تفش للمرض في أوروبا إلى الآن، بعد تأكد الإصابات في 5 دول على الأقل هي بريطانيا وإسبانيا والبرتغال وألمانيا وإيطاليا فضلا عن الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

يأتي هذا بعد إعلان كل من فرنسا والسويد وأمريكا وكندا الخميس، عن تسجيل عدة إصابات، وبعد يومين من تسجيل إسبانيا والبرتغال عشرات الإصابات.

وكانت بريطانيا أول دولة في العالم تعلن عن إصابة رجل بهذا المرض عاد مؤخرا من نيجيريا، وكان ذلك في الـ6 من مايو/ أيار الجاري.

وأعلنت الخدمة الطبية للجيش الألماني، الجمعة ،أن معهد الجيش للأحياء الدقيقة في ميونخ رصد بشكل قاطع أمس الخميس تغيرات جلدية مميزة للفيروس لدى مريض.

وفي بلجيكا، أفادت وكالة الأنباء البلجيكية باكتشاف ثاني حالة إصابة بفيروس جدري القرود في البلاد.

وذكرت الوكالة، نقلا عن تغريدة نشرها عالم الفيروسات “مارك فان رانست”عبر حسابه على موقع “تويتر”، أن حالة الإصابة التي تم رصدها في مختبر بمدينة لويفن تعود لرجل من منطقة فلامش برابانت بمقاطعة فلاندرز البلجيكية.

وأشارت الوكالة إلى أن هناك حاجة لإجراء مزيد من التقييم بشأن احتمال وجود علاقة بين حالتي الإصابة المؤكدتين، حيث أن الرجلين حضرا نفس الحفلة. علما أنه تم رصد أول حالة إصابة بفيروس جدري القرود بمدينة أنتويرب أمس الخميس.

بدورها، أعلنت هيئة الصحة في هولندا، الجمعة، أنه تم رصد عدة حالات يشتبه في إصابتها بجدري القرود في البلاد، وأضافت أن الاختبارات التي تؤكد الإصابة ليست متاحة بعد.

 وجدري القرود هو فيروس نادر شبيه بالجدري البشري، على الرغم من كونه أخف، وتم رصده لأول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في سبعينيات القرن الماضي لدى البشر، وزادت الحالات في غرب إفريقيا في العقد الماضي.

وتشمل أعراض المرض الحمى والصداع والطفح الجلدي الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.

وعادة ما يسبب فيروس جدري القرود أعراضا خفيفة للغاية، ولكن يمكن أن يكون له أيضا دورات حادة.

ويمكن أن يصاب الناس بـ”جدري القرود” من خلال الاتصال الوثيق مع المصابين بالفيروس، وفي معظم الحالات يتعافى المريض في غضون أسابيع قليلة.

 كما ينتشر الفيروس من خلال الاتصال ببعض الحيوانات أو بشكل أقل شيوعا بين البشر. علما أنه تم اكتشافه لأول مرة في القرود في عام 1958، ومن هنا جاء اسمه، إلا أن القوارض الآن تعتبر المضيف الحيواني الرئيسي المحتمل لهذا الفيروس.

لكن ما يحيّر العلماء الآن، هو الانتقال السريع للمرض لأن عددا من الحالات في بريطانيا لم تكن لها صلة معروفة ببعضها البعض.