د. أحمد زكريا

الحشاشون الجدد!!

تابعت بعض حلقات المسلسل التركي «نهضة السلاجقة»، ومع بعض التحفظ على بعض الأمور الفنية والتاريخية في المسلسل، إلا أنه كان كاشفا لوجه الباطنية القبيح، وخاصة في شخصية «الحسن الصباح»، وقد أجاد الممثل التركي المؤدي لها إجادة جعلتنا نرى قسوة وبشاعة وبغض هذه الطوائف المنحرفة لأهل السنة.

 

يقول الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه «فضائح الباطنية ،ص:37» وهو من مشاهير أهل العلم الذين خبروهم وعرفوا أسرارهم: (..فَهُوَ أَنه مَذْهَب ظَاهره الرَّفْض وباطنه الْكفْر الْمَحْض ومفتتحه حصر مدارك الْعُلُوم فِي قَول الإِمَام الْمَعْصُوم وعزل الْعُقُول عَن أَن تكون مدركة للحق لما يعتريها من الشُّبُهَات ويتطرق إلى النظار من الاختلافات وإيجاب لطلب الْحق بطرِيق التَّعْلِيم والتعلم وَحكم بَأن الْمعلم الْمَعْصُوم هُوَ المستبصر وأنه مطلع من جِهَة الله على جَمِيع أسرار الشَّرَائِع يهدي إلى الْحق ويكشف عَن المشكلات وأن كل زمَان فَلَا بُد فِيهِ من إمام مَعْصُوم يرجع إليه فِيمَا يستبهم من أمور الدّين).

 

ثم يقول: (هَذَا مبدأ دعوتهم ثمَّ إنهم بِالآخِرَة يظهرون مَا يُنَاقض الشَّرْع وَكَأَنَّهُ غَايَة مقصدهم لَأن سَبِيل دعوتهم لَيْسَ بمتعين فِي فن وَاحِد بل يخاطبون كل فريق بِمَا يُوَافق رَأْيه بعد أَن يظفروا مِنْهُم بالانقياد لَهُم والموالاة لإمامهم فيوافقون الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس على جملَة معتقداتهم ويقرونهم عَلَيْهَا فَهَذِهِ جملَة الْمذَاهب).

 

وللأسف مازال الحشاشون معنا فامتلأت ساحات الإعلام بهم يخدرون وعي الشعوب ،ويحولون الباطل إلى حق والحق إلى باطل.

 

فإذا كان الحسن الصباح استطاع السيطرة على أتباعه بالمخدرات، فإن أنظمة الاستبداد سيطرت على الشعوب بالحشيش المتحرك، ونموذج (محجوب عبدالدايم) متكرر في عصرنا بداية من أحمد سعيد وعنترياته إلى توفيق عكاشة وأحمد موسى وعمرو أديب وخالد صلاح،…..

 

لذلك أرى أن قضية المصلحين اليوم هي إيقاظ الوعي،بل هي واجب الوقت.

من د. أحمد زكريا

كاتب وباحث