د. عبد العزيز كامل

ما تعرض له أهل الإسلام في مصر وما حولها خلال السنوات العشر الماضية.. لا يمكن وصفه إلا بالزلازل، والمؤمنون يتفاوتون في درجاتهم ومنازلهم بحسب تفاوت صبرهم على درجات زلازلهم وتوابعها.. فكلهم  على مر الزمان يتعرضون فرادى وجماعات بين آن وآخر، لزلزلات شديدة، تمحص الصدور وتغربل القلوب.. حتى تصفو الصفوف لنصر موعود وفوز بالجنة مكتوب: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [ البقرة /٢١٤ ] ..

 

جيل الصحابة على علو قدرهم وصلاح أعمالهم.. وحضور النبي صلى إله عليه وسلم بين صفوفهم؛ تضاعف بلاؤهم، واشتد زلزالهم في موقعة اجتماع أصناف أحزاب الأعداء عليهم من كل جانب: {إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (١٠) هُنَالِكَ ٱبْتُلِىَ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالًا شَدِيدًا(١١)} [سورة الأحزاب]

 

لو قيس بأس الأحزاب وكثرة الأعداء في عصر الصحابة ببأسهم وعداوتهم في عصرنا؛  لقلنا إننا نعيش موقعة أحزاب اليهود والنصارى والمنافقين مجتمعين.. منذ عشرات السنين..!

 

ولكن ما يهدئ روعنا.. ويخفف آثار زلازلنا؛ أنها ستعقبها موجبات اللطف ومقدمات النصر وثمرات الصبر..كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه: (واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً) أخرجه عبد الحق الإشبيلي بإسناد صحيح في الأحكام الكبرى (٣/٣٣٣)

 

وما أعجب الحديث الذي صححه ابن تيمية بمجموع الطرق، في قول النبي صلى الله عليه وسلم : (عجب ربك من قنوط عباده، وقرب غيثه،  فينظر إليهم قنطين، فيظل يضحك، يعلم أن فرجهم قريب).

 

فاللهم فرجك القريب.. الذي يفرح القانتين ويذهب ظنون القانطين.. ويشف صدور قوم مؤمنين..

اللهم آمين