زعيمة الكونجرس، بريانكا غاندي، مودي، ألغى قوانين الزراعة لكسب المزارعين في الانتخابات المقبلة

قالت زعيمة الكونجرس، بريانكا غاندي، إن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، ألغى قوانين الزراعة لكسب المزارعين في الانتخابات المقبلة.

قالت بريانكا غاندي في سلسلة تغريدات إن مودي لم يهتم بقتل أكثر من 600 مزارع أو حادثة لاكيمبور خيري حيث دهست مركبة نجل وزير حزب بهاراتيا جاناتا أجاي ميشرا مزارعين متظاهرين.

وقالت إن قادة حزب بهاراتيا جاناتا أهانوا المزارعين من خلال وصفهم بأنهم إرهابيون وخونة وحمقى وأوغاد.

وأضافت أنه من الصعب الوثوق في نية رئيس الوزراء وموقفه المتغير.

وقالت، «هذا البلد صنعه المزارعون، هذا البلد ملك للمزارعين، المزارع هو الراعي الحقيقي لهذا البلد» وغردت: «لا يمكن لأي حكومة أن تحكم البلاد من خلال سحق مصالح المزارعين».

وقال رئيس حزب ساماجوادي، أخيليش ياداف، في إشارة إلى قرار الإلغا، «الاعتذارات الكاذبة لن تنجح أمام الوفيات الحقيقية لمئات المزارعين».

كان ناريندرا مودي أعلن في خطاب، الجمعة، أن الهند سوف تلغي 3 قوانين للإصلاح الزراعي، قبل انتخابات مهمة بالهند.

وجاء هذا القرار، قبل انتخابات مهمة في عدد من الولايات، تضم عددا كبيرا من المزارعين.

وقال مودي:

«قررنا إلغاء القوانين الزراعية الثلاثة.. سنطلق العملية الدستورية لإلغاء هذه القوانين الثلاثة خلال الدورة البرلمانية التي تبدأ نهاية الشهر الجاري».

وأضاف: «أدعو جميع المزارعين المشاركين في الاحتجاجات إلى العودة إلى ديارهم، ولقاء أحبائهم، ومزارعهم، وعائلاتهم، في هذا اليوم الميمون لغورو بوراب»،

وهى الذكرى السنوية لمولد مؤسس ديانة السيخ، ومرشدها الروحي ناناك، وذلك حسب وكالة فرانس برس.

وتابع رئيس الوزراء الهندي: «لنبدأ انطلاقة جديدة ونتقدم إلى الأمام».

وقطاع الزراعة، له وزن كبير في الهند إذ يشكل مصدر عيش حوالى 70% من سكانها البالغ عددهم نحو 1.4 مليار نسمة، ويساهم في نحو 15% من إجمالي الناتج المحلي.

وقال رئيس الحكومة البالغ من العمر 71 عاما «ما فعلته؛ فعلته من أجل المزارعين.. وما أفعله؛ أفعله من أجل البلد».

وأكد: «أريد أن أؤكد لكم اليوم أننا سنبذل جهودا أكبر حتى نتمكن من تحقيق أحلامكم وتحقيق أحلام البلد».

قوانين ولدت ميتة

جاء هذا التغيير الذي لم يكن متوقعا من جانب مودي، قبل انتخابات مهمة في عدد من الولايات

بما في ذلك البنجاب التي تضم عددا كبيرا من المزارعين، وأوتار براديش، التي تضم أكبر عدد من السكان في الهند يبلغ 220 مليون نسمة.

وقال هارتوش سينغ بال، المحرر السياسي لمجلة «كارافان» لوكالة فرانس برس،

إن الإصلاحات لم يكن لها مستقبل على كل حال.

وأضاف الخبير أن «القوانين الزراعية ولدت ميتة، ومعارضة إلغائها من جانب الحكومة كانت مسألة عناد من قبل مودي».

في المقابل، يرى غوتام شيكرمان، نائب رئيس «مؤسسة أوبزرفر للأبحاث» التي تتخذ مقرا لها في نيودلهي، أن «هذا هو أسوأ قرار اتخذه مودي».

وقال لفرانس برس «إنه يوم مظلم في تاريخ الإصلاحات الاقتصادية في الهند»، معتبرا أن القطاع الزراعي «محكوم عليه بالفشل في السنوات ال25 المقبلة».

ورحب أماريندر سينغ، رئيس الحكومة السابق لولاية البنجاب وينتمي إلى حزب المؤتمر المعارض، على الفور بإعلان مودي معتبرا أنه «نبأ رائع».

وكتب في تغريدة على تويتر: «أنني واثق من أن الحكومة المركزية ستواصل العمل بالتشاور من أجل تطوير كيساني» أي الزراعة.

ردود فعل المزارعين المعتصمين

في مخيمات اعتصام المزارعين على الحدود بين دلهي، وهاريانا، يسود شعور بالفرح لقرب العودة إلى بيوتهم قريبا، لكن مع عدم الثقة.

وقال موهان سينغ (52 عاما)، المزارع من البنجاب ويقيم في المخيم، منذ شهر لفرانس برس

«نحن لا نثق به.. لن نرحل قبل أن يحول إعلانه إلى نص مكتوب.. إذا أوفى بوعده فسنكون سعداء».

وكتب النائب في البرلمان الهندي، راهول غاندي، في تغريدة على «تويتر» متوجها إلى المزارعين «نهنئكم على هذا الانتصار على الظلم».

ورحب تحالف «ساميوكت كيسان مورتشا»، وهو ائتلاف عدة نقابات زراعية، بالإعلان،

لكنه قال إنه «سينتظر أن يدخل حيز التنفيذ من خلال إجراءات برلمانية مناسبة».

كما يذكر التحالف بأنه ما زال يطالب بإقرار قانون يضمن «عائدات مجزية لجميع المنتجات الزراعية ولجميع المزارعين».

وأقرت الإصلاحات الزراعية في سبتمبر/أيلول 2020،

للسماح للمزارعين ببيع منتجاتهم للمشترين الذين يختارونهم بدلا من اللجوء حصرا إلى الأسواق التي تسيطر عليها الدولة،

وتؤمن لهم حدا أدنى من الأسعار المدعومة لبعض السلع.

أصحاب المزارع الصغيرة يعارضون

ويعارض عدد كبير من أصحاب المزارع الصغيرة هذه التعديلات منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020 في تظاهرات حاشدة،

معتبرين أنهم مهددون بهذا التحرير الذي يمكن أن يجبرهم برأيهم على بيع سلعهم بأسعار زهيدة لشركات كبيرة لتصريفها.

ومنذ ذلك الحين، يخيم المزارعون على الطرق على مداخل نيودلهي حيث تم إنشاء شبكة تضامن..

وكل يوم تقوم جرارات بتسليمهم عربات خشبية وطعام.

وتشكل حركة المزارعين هذه واحدا من أكبر التحديات التي واجهتها البلاد منذ وصول ناريندرا مودي، إلى السلطة في 2014.

وشهدت التجمعات أعمال عنف خصوصا في يناير/كانون الثاني الماضي، أثناء تجمع للمزارعين الذين جاؤوا بجراراتهم إلى نيودلهي في اليوم الوطني لجمهورية الهند.

وتحولت الاحتجاجات إلى اشتباكات مع الشرطة لقي خلالها مزارع مصرعه وجرح مئات من رجال الشرطة.

وقتل 8 أشخاص في ولاية أوتار براديش، الشهر الماضي بينهم 4 مزارعين في اشتباكات خلال زيارة وزير الداخلية، أجاي ميشرا.

وفي الأشهر الأخيرة أصبحت مواقع احتجاجات الفلاحين متفرقة لكن بقيت مجموعة من الناشطين المصممين في مكانها،

ومن المتوقع تنظيم تظاهرات كبيرة خلال الشهر الجاري في الذكرى الأولى للمواجهة مع الحكومة.