المبشرات إضاءات على الطريق، دائما كانت المبشرات هي علامات على الطريق، تهدى السالك إلى الله، انه مهما طال الظلم فلا يأس، وانه مهما عجزت الحيل فإن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا السماء،

 

هو وحده المسيطر على الكون، وانه لا يجرى شيئا في ملكه إلا بأمر (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ)

وانه تبارك وتعالى وسع في ملكه كل شيء، وان إرادته غالبة على خلقه، ولكننا بين أمرين؛

أما الاستعجال، أو التراخى حتى النسيان،

 

في خضم السنوات الماضية كانت هناك أحداث جسام سيطرت على حال الأمة العربية والإسلامية،

بعد الربيع العربي الذي حدى معه الأمل قريب،

 

إذا بتكالب الأعداء والعودة إلى المربع الأول، بل إلى أقل منه،فأثخن القتل في الموحدين، وعلا صوت المنافقين،

 

حتى زلزل أهل الإيمان وظنوا بالله الظنونا

(هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا )

فأصبح الناس بين قتيل، وشريد، وسجين،

حتى تمنى الناس عودة الهالكين، والترحم على زمن الافاكين،

لتسع سنوات يغيب الأمل عن سوريا، لتسع سنوات ومازالت دماء أهل الشام تسفك، والأرض تشبعت بدمائهم،

لثمانى سنوات وأهل اليمن يعانون من ظلم الظالمين،

وقسوة المتسلطين، حتى خف الصوت، وجف الحلق،

لعشرين سنة وأهل العراق يضحون لخروج الأمريكان،

وقد تسلط عليهم أتباع إيران، فلا خلاص قريب، ولا استقرار يفيد،

وفي بلاد الأفغان حرب لا تخبوا منذ عقود وكل مولود موهوب للقتل، فلا اعمار ولا استقرار،

انظر حولك سوف تجد في كل بقعه من أرض الإسلام

مظلوم يئن، وجائع مشرد، وسجين متعب، وأم ثكلى،

وطفل يتيم، وعدوا يتربص، ومترفين علو وتسلطوا ونشروا الفحش والرقص في بلاد الحرمين، حتى جاء الخراب من كل مكان، هل كنت تتخيل أن يمنع الطواف بالبيت العتيق ويحرم الناس من الحرم ولو لحظة

(فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا)

لكن وسط كل هذا الأسى و الحزن تأتى المبشرات

(وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ)

 

فيأتي كورونا فيروس فيه من الشر ما فيه، لكنه جند من جنود الله يسلطه على من ارد من خلقه مؤمنهم وكافرهم وظالمهم وطائعهم، فيرفع درجة المؤمن والطائع إلى رتبة الشهادة ويجزل لهم الأجر العظيم، ويكون على الكافر والظالم نقمة فيقتص منه للمظلوم في الدنيا وفي الآخرة عذاب عظيم،

 

فأنظر كيف ينتشر ومن يصيب وتتعجب من حكمته، ودعاء المظلومين في الصين والهند والعراق وسوريا واليمن لتعرف أن الله صاحب هذا الكون، ثم ينصر الله فئة من أهل الإسلام على جند الأمريكان في بلاد الأفغان،حتى يرضخ المتغطرس لقبول السلام والخروج بالأمان، فلله درهم (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)

 

وهكذا دائما، إن النصر مع الصبر، وان مع العسر يسر،

إدلب وما ادارك ما إدلب،

يكتب الله بها قرة عين للسورين، فتقر عينهم ببعض النصر الذي تمنوه بسواعدهم وسواعد إخوانهم الأتراك المسلمين أهل القبلة، فيكون النصر على بشار وإيران وروسيا،

وها هي إدلب تعطى بصيص من نور الأمل أن هناك فرج قريب، فاللهم بشرنا بالخير فأنت ولى ذلك والقادر عليه.