ربيع عبد الرؤوف الزواوي

مكانة المرأة في الإسلام.. ودورها في حمل الرسالة

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجرد أن نزل عليه الوحي في غار حراء بأول الرسالة الخاتمة؛ رسالة الإسلام،

وهو قوله جل علا (اقرأ باسم ربك الذى خلق) انطلق مباشرة إلى بيته وفاتح- أول ما فاتح- في هذا الأمر امرأة؛ هي خديجة رضي الله عنها..

وكانت آخر لحظات الرسالة وآخر أنفاس للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الدنيا على حجر امرأة؛ هي عائشة رضي الله عنها،

بل كانت آخر وصاياه وهو يودّع الحياة أن يوصي بالنساء.

وبين خديجة وعائشة في موقفيهما سالف الذكر، آلاف المواقف للمرأة في زمن الرسول، صلى الله عليه وسلم، تظهر- بجلاء- دور المرأة في الإسلام، وتبرز مكانتها، وتعلي من شأنها،

وترد علي أوباش البشر الذين يحاولون الشغب على الإسلام وشريعته، ويلصقون به التهم،

وما ذلك إلا لجهلهم بحقيقة ذلك الإسلام، أو لمرض في نفوسهم، أو لحقد في قلوبهم على الإسلام والمسلمين.

إن الصفات التي بين يديك- أيها القارئ الكريم- تكشف بجلاء مكانة المرأة الحقيقية في الإسلام،

وتظهر- بكل الوضوح- دورها العظيم في تبليغ الرسالة وأن الإسلام لم يكن أبدا- في يوم من الأيام- مزريا لها، أو منتقصا من قدرها.

أكتفي بصحيح الأخبار

وسأكتفي في كل ما أضعه في هذا الكتاب بصحيح الأخبار،

منزها له عن الضعيف ليحصل اليقين في الأمر الذي أردنا التدليل عليه في هذه الصفحات التي بين يديك.

وسأجعل أغلب أدلتي على مكانة المرأة السامية في الإسلام في كتابي هذا قصصا من واقع حياة الصحابة الكرام في عصر الرسالة،

الذين باشروا روح الإسلام في مهده وفي صبحه الأول وإشراقه، وأزهى عصوره،

وليس ذلك زهدا في نصوص القرآن الكريم والثابت من كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم،

بل لأن الواقع هو التطبيق العملي لهذه النصوص،

إذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن، وحياته تمثل أفضل تطبيق لمراد الله جل وعلا،

وتقريرات الرسول صلى الله عليه وسلم سنة تتبع؛ لأنه حاشاه صلى الله عليه وسلم أن يقر باطلا، أو يسكت علي زور.

لا سيما والنفوس محبب إليها القصص والحكايات، أكثر من الأوامر والنواهي،

وهي أوضح في الشرح من النصوص التي تحتاج إلى شرح وتبيين.

مقسما إياه إلى ثلاثة أبواب

الباب الأول:

يشتمل على إشارات سريعة من التكريم للمرأة من كتاب الله تعالى.

الباب الثاني:

يشتمل على إشارات سريعة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فى تكريم المرأة.

الباب الثالث:

ويشتمل على قصص وحكايات وقعت في زمن الرسول صلي الله عليه وسلم وهو صلب الكتاب- توضح التطبيق العملي لهذا التكريم.

سائلا الله القبول، وأن ينفع به المسلمين، وأن يسكت به ألسنة الحاقدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

كان ما تقدم، هو مقدمة رسالة بهذا العنوان، كتبتها حوالي عام ٢٠٠٥ ولم تنشر بعد..

واليوم كتب الباحث الحبيب محمد حشمت  منشورا قد يكون مفاده يتعلق برسالتي هذه،

أو هكذا فهمت منه وقد أكون مخطئا، فهمت أن بعض هذه الكتابات قد يأتي بنتيجة عكسية..

فكتبت له تعليقا أطلب نصيحته هل أنشرها أم لا؟

فكتب يقول:

(الله يرفع قدرك يا سيدنا ويعزك، ما شاء الله، ربنا يتقبل، محتاجة تدخل إلى مرحلة “الصف”..

وبعدها بإذن الله حضرتك تراجعها في ظل المتغيرات التي حدثت خلال الـ ١٥ سنة الماضية، وبإذن الله يوفقكم الله لما هو خير.

لكن بصورة عامة، مقصدي أننا إذا وجّهنا هذه الكتاب لـ “دفع” المرأة للقيام بدورها سيكون أولى وأحلى من “الـدفـاع” عنها أمام هؤلاء الأوباش،

لأنهم لا يقصدون- كما هو سابق إلى علمكم-  إلا إلى “قطع الطريق”،

وإشغالنا وإشغال المرأة نفسها بمثل هذه المناوشات عن التقدم في أي سبيل).

فجزاه الله خيرا.. ونسأل الله التوفيق والسداد.