فضيحة من العيار الثقيل انفجرت، مؤخرًا، في وجه السلطات السعودية، بعدما زعمت صحيفة بريطانية أن الموساد الإسرائيلي قام بتجنيد وزير الدولة السعودي للشئون الخارجية عادل الجبير، منذ بداية دراسته في ولاية تكساس الأميركية في تسعينيات القرن الماضي.

 

وذكرت صحيفة «أوديسي» البريطانية الاثنين، أن علاقة الجبير بالموساد الإسرائيلي تسبق انضمامه للسلك الدبلوماسي السعودي، وترقيه في عدد من المناصب وصولاً إلى وزير في الحكومة السعودية، ونسبت الصحيفة معلوماتها لمسؤول سابق في وكالة الاستخبارات الأميركية، بعد مقابلته وكشفه لها عن معلومات وصفتها بأنها مذهلة وصادمة، ومصدر الصحيفة هو فيليب جيرالدي ضابط الاستخبارات السابق، الذي قالت عنه إنه كان مفيداً بشكل خاص، في الكشف عن كيفية قيام الموساد بأول اتصال له مع الجبير.

 

بالنسبة لي كان الخبر كبيراً بالفعل، وبعد قراءته، عدت مجدداً إلى موقع الصحيفة البريطانية على الإنترنت لإعادة قراءته فلم أجده بين محتويات الموقع، عدت إلى رابط تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، وحاولت الذهاب عن طريقه إلى التحقيق الاستقصائي، لكنني وجدت الصفحة محذوفة، وهنا أدركت أن ضغوطاً كبيرة مورست لحذف هذه الفضيحة في محاولة بائسة وفاشلة للتغطية عليها، مما ذكّرني بالمحاولات البائسة للتغطية على جريمة قتل جمال خاشقجي، الصحيفة البريطانية وصفت المعلومات التي حصلت عليها بأنها «مذهلة»، وجعلتها تشعر بأنها «محظوظة وفخورة» في آن معاً، بسبب توصلها إلى «سبق صحافي كبير» في أكثر القضايا إثارة للجدل على مر السنوات العشر الماضية، على حد وصفها.

 

وأشارت إلى أن جيرالدي كشف عن أن «وكالة المخابرات الأميركية بدأت بمراقبة الجبير بدءاً من عام 1990، عندما أصبح المتحدث الرسمي باسم السفارة السعودية في واشنطن، بعد سنوات قليلة حامت الشبهات حول سعي الموساد إلى تجنيد الجبير، وفق ما نقلته عنه.

وأضافت أن جيرالدي قال: «إن مزيداً من التحقيقات قادت للتوصل إلى أول الخيط، عندما كان الجبير طالباً يدرس الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة شمال تكساس تقرّب إلى كاي آن ماثيوز، الطالبة السابقة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة نفسها».

وأكدت الصحيفة «وجود أدلة تشير إلى أن نشاطات وتحركات عادل الجبير داخل السفارة السعودية كانت تدار بشكل كامل من خلال عميل في الموساد» وفق قولها.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن عدداً من الكتّاب المرموقين يساعدونها حالياً في إجراء مزيد من التحقيقات المعمقة، والكشف عن مزيد من المعلومات المتعلقة بالعلاقات السرية التي تربط الجبير بالموساد، التي سيتم نشرها في أقرب وقت ممكن، وفق قولها.

 

وبعد توضيحها أن هذا النوع من المعلومات يتطلب السفر والتردد باستمرار بين الرياض وتل أبيب، أوضحت أن جمع البيانات الميدانية قد يكون أمراً خطيراً، وأنها بدأت فعلاً تشعر بتهديدات أمنية خطيرة.

 

والحقيقة أن حالة الجبير لا تختلف عن حالات عديدة أخرى لمسؤولين بل وحكام ورؤساء دول في المنطقة العربية، لكن زمن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي يجعل فضحهم وكشفهم أسرع بكثير مما كان في الماضي.

من أحمد حسن الشرقاوي

كاتب صحفي مصري