يبدو أن رصيد المليشيات الحوثية، من عمليات القتل والتخريب في اليمن لم تنفذ بعد في ظل صمت المجتمع الدولي عن كافة الخروقات وغض الطرف عن سلسلة الجرائم التي ترتكبها المليشيات المدعومة من إيران يوما تلو الأخر، والتي كان أخرها حرق مئات المهاجرين الأفارقة داخل سجن صنعاء.

الجريمة البشعة التي وقعت ليل الإثنين الماضي، وراح ضحيتها قرابة الـ450 من الجالية الإثيوبية فضلًا عن إصابة 1500 شخص أخر، جاءت على خلفية شن المليشيات الحوثية حملة اعتقالات عشوائية، بغرض تجنيدهم في ساحات القتال على الحدود السعودية وفي المعارك الدائرة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.

الخيارات المُرة

حملة الاعتقالات التي نفذتها المليشيات خلال الأسابيع الماضية وضعت اللاجئين بين 3 خيارات أحلاهما مُر، فإما دفع غرامات مالية باهظة للإفراج عنهم أو التجنيد في ساحات القتال الدائرة ضد الجيش اليمني وعلى الحدود السعودية، أو الحرق داخل السجون وهو الخيار الذي أرغم عليه اللاجئين لرفضهم كلا الخيارين الأولين.

وأرجع المحلل اليمني محمود الطاهر، الأسباب الرئيسية وراء حرق المليشيات الحوثية لمئات اللاجئين الأفارقة إلى تعامل المنظمات الدولية معهم كحزب سياسي رغم كونهم مليشيات إرهابية.

تنديد حكومي

وطالب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، بمحاسبة المليشيات الحوثية عن كافة الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب اليمني وبحق اللاجئين الأفارقة، وفتح تحقيق عاجل في هذه الجريمة التي تفتقر إلى الإنسانية.

ودعا الوزير اليمني، لتكثيف الجهود الدولية لوقف عمليات تجنيد اللاجئين واستغلالهم في العمليات القتالية، وإطلاق جميع المحتجزين والسماح لهم بحرية الحركة أو العودة الطوعية الآمنة لمن يرغب في الرجوع إلى بلده.

محاولات طمس الجريمة

ووفقا لتقارير حقوقية فإن هناك مساعي حوثية لطمس أسباب ومعالم الجريمة التي كشفت الصور والفيديوهات المتداولة حجم بشاعتها، والتقليل من أرقام الضحايا، في الوقت الذي كشفت فيه المنظمة الدولية للهجرة عن تواجد 900 مهاجر في مراكز الاحتجاز، وأن أكثر من 350 تواجدوا في منطقة الحريق لحظة الاندلاع.

استغاثة دولية

بدورها دعت منظمة الهجرة الدولية في سلسلة تغريدات على “تويتر” إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين داخل سجون اليمن، والكف عن الزج باللاجئين في المعارك الدائرة بين المليشيات الحوثية والجيش اليمني.

وشددت على أن هناك عشرات الآلاف من المهاجرين يستخدمون اليمن كبوابة عبور بين القرن الإفريقي والسعودية، وطالبت بتوفير سبل الحماية والأمان لجميع الأشخاص العالقين هناك.