يبدو ان خيارات  النظام  المصري صارت محدودة للغاية للوصول للتوصل لتسوية  تحفظ ماء الوحه فيما يتعلق بسد النهضة بعد ان اخفقت كل المساعي سواء قي مجلس الامن او الاتحاد الافريقي او حتي عبر الوسيط الامريكي خلال عهد ترامب في اقناع أثيوبيا بالوصول لاتفاق قانوني ملزم ينظم حصص دولتي المصب مصر والسودان في مياه النيل بل ووصل الامر  باديس ابابا الي فرض الامر واقع وصولا الي الملء الثالث لمياه سد النهضة

‏ويبدو ان النظام لم يجد امامه -في ظل تبني خلفائه الاقليميين خصوصا السعودية والامارات  موقفا محايدا من الصراع مع اثيوبيا حول مياه النيل وبل وتدخل حكام ابوظبي بقوة لإنقاذ نظام ابي احمد من السقوط امام هجمات جبهة شعب تيجراي- الا معاودة الرهان علي الادارة الأمريكية حيث كان ملف سد النهضة حاصرا بقوة خلال مباحثات اجراها السيسي مع الرئيس الامريكي جو بايدن ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي خلال قمة المناخ الأخيرة حيث ذكرت مصادر دبلوماسية  ان النظام تلقي تطمينات امريكية بالتدخل  لدي اديس ابابا لإقناعها بالتوصل لاتفاق قانوني ملزم حول سد النهضة.

النهضة وقمة المناخ

وتراهن القاهرة علي حالة البرود التي تحكم علاقات ادارة بايدن الديمقراطية مع حكومة ابي احمد المعروفة بصلاتها التاريخية والوثيقة مع جبهة تحريرالتيجراي  والتي سيطرت علي حكم اثيوبيا لعقود فضلا عن رفض واشنطن لسياسة الحصار  التي تمارسها الحكومة الاثيوبية ضد شعب التيجراي حيث تعول القاهرة علي توظيف هذا الامر لإقناع واشنطن بضرورة التدخل باعتبار ان الممارسات الاثيوبية قد تجلب اجواء من عدم الاستقرار في القرن الافريقي بشكل يؤثر علي جهود واشنطن في مكافحة ما يسمي الارهاب معولة كذلك علي تصريحات صادرة من الخارجية الامريكية مفادها انها ان تسمح بتعطيش ١١٠مليون مصر ولن تقف مكتوفة الايدي تجاه اي تلاعب بحصص مصر في مياه النيل.

سد النهضة

‏غير ان مراقبين ابدو تحفظا علي هذا الرهان  لاسيما ان ادارة ترامب السابقة اخفقت اخفاقا شديدا في تليين الموقف الاثيوبي من الوصول لاتفاق قانوني ملزم حول مياه نهر النيل وسبل ادارة وتشغيل سد النهضة ووضع حد لسياسة شراء الوقت وفرض الامر الواقع التي تعاملت بها أديس ابابا مع مطالب اديس مصر والسودان وضربت بعرض الحائط في توقيت سابق بمطالب  الخارجية الامريكية بابداء قدر من المرونة في المفاوضات وهو امر مرشح للتكراربشكل كبير  فيما يخص تعهد ادارة بايدن في معاودة جهودها للوصول لاتفاق قانوني ملزم بين اثيوبيا ودولتي المصب.

القمة الأمريكية والإفريقية وسد النهضة

يأتي هذا الوقت الذي تطرق موقع  “المونيتور” إلي  تركيز الدبلوماسية المصرية على حث الولايات المتحدة الأمريكية للعب دور حاسم في استئناف المحادثات بشأن سد النهضة الإثيوبي، مشيرا إلى أن أديس أبابا استغلت مشاركتها في قمة الأمم  المتحدة في مدينة شرم الشيخ المصرية لتسليط الضوء على السد كـ “مفتاح للتعاون الإقليمي بمجال الطاقة المتجددة”.

ونقل الموقع عن مصادر دبلوماسية أن القاهرة تأمل، عقب القمة، في استئناف المفاوضات المتوقفة مع السودان وإثيوبيا للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل ، شريان الحياة المائي الرئيسي لمصر، وتراهن على دور حاسم لواشنطن في هذا الصدد.

 

السيسي وبايدن في قمة المناخ

وأضاف أن المبعوثة الأمريكية الخاصة للتنوع البيولوجي والموارد المائية “مونيكا مدينا” قد اشارت في تصريحات لها ، عن دور الولايات المتحدة في حل الصراع على المياه، قائلة: “عينت الإدارة الأمريكية مبعوثًا خاصًا للقرن الأفريقي (مايك هامر)، وهو يعمل بجد لإيجاد حل”.

وشددت “مدينا” على “الحاجة إلى ضمان الوعي الكافي بعدم إهدار المياه، فضلاً عن توفير حلول تكنولوجية منخفضة التكلفة لتحسين كفاءة الاستخدام”، مشيرة إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لديها مجموعة متنوعة من البرامج لمساعدة المزارعين في أفريقيا على إدارة موارد المياه.

وكان الرئيس الأمريكي “جو بايدن” قد جدد دعم بلاده لأمن مصر المائي وحقوقها في نهر النيل، خلال لقائه بالرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي” على هامش قمة المناخ، وذلك في أول زيارة يقوم بها إلى مصر منذ توليه منصبه.

ودعا “السيسي”، خلال لقائه “بايدن”، الولايات المتحدة إلى لعب “دور مؤثر” في حل أزمة سد النهضة.

وكشفت المصادر عن دعوة  الولايات المتحدة قادة مصر والسودان وإثيوبيا إلى قمة أمريكية أفريقية في واشنطن، من المقرر عقدها في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر المقبل.

ووفقًا لموقع وزارة الخارجية الأمريكية فإن القمة “ستظهر التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه إفريقيا ، وستؤكد على أهمية العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا”.

وبدوره  أكد الدبلوماسي الأمريكي والسفير السابق لدى إثيوبيا “تيبور ناج”  أن العلاقات مع كل من مصر وإثيوبيا مهمة للغاية بالنسبة لواشنطنمؤكدا أن مصر شريك مهم في الشرق الأوسط بينما تكتسب إثيوبيا مكانة في القرن الأفريقي. وهذا ما يفسر التصريحات الأمريكية الغامضة بشأن قضية سد النهضة. ومع ذلك ، فإن الولايات المتحدة تسعى بجدية لحل الأزمة في ظل إدارة بايدن.

وأشار “ناج”  في تصريحات له إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية قادت جهود الوساطة بين مصر وإثيوبيا خلال المفاوضات السابقة بشأن سد النهضة، على الرغم من أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت أكثر قدرة على التعامل مع هذه الأزمة المعقدة.

وأضاف: “الآن غيرت إدارة بايدن النهج، وعيّنت مبعوثًا أمريكيًا إلى القرن الأفريقي، ما يشير بوضوح إلى مدى جدية واشنطن في مواجهة مماطلة  أديس أبابا لكسب الوقت من خلال الإصرار على وساطة خبراء الاتحاد الأفريقي فقط. “

وأشار “ناج” إلى أن المشكلة الرئيسية تتمثل في فشل مصر وإثيوبيا في التوصل إلى اتفاق، لافتا إلى أن “السودان سيوافق على أي شيء يتفق عليه الطرفان الآخران، لأنه سيستفيد من السد من خلال تنظيم مياه النيل الأزرق وتوليدها للكهرباء