الأمة| وسط حالة من الاضطراب السياسي وتدهور الأوضاع الاقتصادية يشهد لبنان انتخابات برلمانية في 15 مايو الجاري.

وَتُعد هذه الانتخايات هى الأولى التي تجري بعد حراك شعبي بدأ عام 2019 عُرف “بانتفاضة 17 تشرين”، والتي خرج فيها اللبنانيون، رفضًا للسياسات الضريبية والظروف المعيشية مُطالبين بإسقاط النظام.

ومن المقرر أن يصوت اللبنانيون على الانتخابات البرلمانية برغم مرور 21 شهرًا على انفجار مرفأ بيروت في 2020، والذي أودى بحياة 215 شخصًا دون محاسبة.

وتعيش البلاد واحدة من أسوء 3 أزمات اقتصادية في العالم منذ 1850، إذ وصلت نسب التضخم إلى 155% أواخر 2021 وفقًا لإدارة الإحصاء المركزي المحلية.

إرهاب المرشحين

وحول آخر تطورات الانتخابات البرلمانية المقرر فتح باب التصويت بعد أيام، أكد عامر جلول، الكاتب والباحث السياسي اللبناني، أن حزب الله يواصل إرهاب المرشحين الذين يحملون شعارات معارضة للحزب في الكثير من المناطق.

وحمل الباحث السياسي في مداخلة مع فضائية “الغد”، حزب الله، مسؤولية الفساد المتفشي في البلاد، مؤكدًا أنه يمارس الإرهاب بحق الشعب والقوى السياسية.

وشدد على أن الحزب يحمي بسلاحه الفساد والمنظومة السياسية المتكاملة في لبنان، مؤكدًا أن سقوط هذه المنظومة يُعني القضاء على جُزء كبير من قوة الحزب.

محسوبية وتهديدات

وتحت عنوان “المحسوبية والتهديدات لصالح حزب الله اللبناني في الانتخابات”، قالت صحيفة “الفايننشال تايمز”، في تقرير لها، نقلًا عن إحدى المواطنات من مدينة النبطية في جنوب لبنان، حيث يهيمن حزب الله وحليفته حركة أمل، قولها بشأن تردي الوضع المعيشي، إذ أصبحت قيمة راتبها الشهري أقل من 150 دولارًا بعكس الرفاهية التي يتمتع بها أبناء الحزب المُسلح.

وأكدت الصحيفة أن المناطق التي يسيطر عليها حزب الله مثل مدينة النبطية الجنوبية، تُعد من بين المناطق الأكثر تضررًا، كما يتوقع أن يحظى الحزب وحلفاؤه بالأغلبية البرلمانية في الانتخابات البرلمانية.

وأوضحت أنه بالرغم من السخط المتزايد في لبنان، فإن الحزب المسلح الذي صنفته أمريكا وبعض الدول الأوروبية كمنظمة إرهابية، حافظ على سيطرته على غالبية الناخبين من خلال شبكة المحسوبية الواسعة والتحريض الطائفي وترهيب أنصار المعارضة.

وكانت انتخابات 2018، شهدت فوز حزب الله، وحلفاؤه الشيعة، بما في ذلك حركة أمل، بـ27 مقعدًا من إجمالي 128 مقعدًا في مجلس النواب المقسم بالتساوي بين الأحزاب الإسلامية والمسيحية، بجانب التيار الوطني الحر، والحزب المسيحي الماروني الذي يتزعمه الرئيس ميشال عون، وحركة أمل، الميليشيات الشيعية التي تحولت إلى حزب.