الأمة| رأى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، اليوم الخميس، أن مدينة مأرب -وسط اليمن- باتت عصية على الحلول العسكرية لمليشيات جماعة الحوثي، المدعومة من إيران.

وتحت عنوان «المجد لمأرب والسلام والحياة والكرامة لأهلها»، قال «التميمي» عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، إن قصف مدينة مأرب المتكرر من قبل جماعة الحوثي يؤكد مجددًا أن هذه الجماعة هى مشروع سياسي طائفي مدمر وخطورته الشديدة تكمن في استرخاصه الدماء، وهتكه للنسيج الوطني بغية تشكيله على نحو يبقي اليمن ساحة لصراع طويل.

وأضاف المحلل السياسي أن «الأزمة والحرب في اليمن باتت ملحقة أكثر من أي وقت مضى بالمصالح العليا لإيران التي تتولى قيادة وتوجيه المنظومة الشيعية المتوترة وصاحبة الثأر التاريخي مع طواحين الهواء»، على حد تعبيره.

وأكد أن «مأرب باتت عصية على الكسر العسكري بعد أن فسدت كل الوصفات التي استخدمتها الجماعة في إسقاط مدن كانت جيوش الخونة فيها أشد فتكًا وامضى سلاحًا من المدافعين عنها».

وأشار «التميمي» إلى أن «هذه الجماعة الإجرامية اليائسة -يقصد الحوثي- تمارس جراء فشلها في مأرب سياسة ترويع ممنهجة لسكان المدينة الذين يعتبرون الاستشهاد دون مدينتهم وجمهوريتهم أهون بكثير من ذل التشرد في مناطق يسيطر عليها البغاة والمجرمون ومقاولو القتل السياسي من الطائفيين والانفصاليين».

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، استهدفت مليشيات جماعة الحوثي، مدينة مأرب نحو 3 مرات بالصواريخ الباليسيتة والطائرات المسيرة، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين.

وفشلت جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، في السيطرة على مأرب، طيلة الفترة الماضية بعد معارك دامية مع قوات الجيش ومقاتلي المقاومة الشعبية.

ومأرب؛ واحدة من أهم المحافظات، نظرًا لاحتواءها على أكبر حقول النفط في اليمن، كما أن لها ثقلًا سياسيًا وعسكريًا وقبليًا داعمًا للشرعية، وتقع على ملتقى الطرق بين العاصمة صنعاء ومدن جنوب وشرق البلاد.

وتُعد مأرب؛ المعقل الوحيد للحكومة الشرعية في شمال اليمن، وملجأ لعشرات الآلاف الذين فروا من مناطق سيطرة الحوثيين منذ بداية الحرب، ولها كثافة سكانية عالية لكل الجمهور السياسي.

ومن خلال مأرب يمكن التوجه نحو المهرة، حيث تتواجد هناك قوات التحالف العربي، كما تُعد طريقًا سلسًا للتوجه إلى الجنوب نحو شبوة، وهى منطقة نفطية بالغة الأهمية وواجهة بحرية، ويمكن من خلالها أيضًا الوصول إلى حضرموت والتي بها موارد نفطية مهمة.