ناقش مجمع الفقه الإسلامي الدولي، فى الدورة الخامسة والعشرون فى جدة، عدداً من القضايا والمستجدات الفقهية بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي وضوابطها، وظاهرة أطفال الشوارع، إضافة إلى أثر الأمراض النفسية الحديثة على الأهلية في الشريعة الإسلامية.

وتناولت الجلسة علمية المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي الأحكام المتعلقة بالنشر فيها، حيث ناقش علماء وخبراء الأحكام المتعلقة بالتجارة الإلكترونية وإنفاذ العقود والالتزامات عبر وسائل الاتصال الحديثة، والأحكام الشرعية المتعلقة بنقل المنكرات والمعلومات الكاذبة وبثها عبر وسائل التواصل.

وأوصى العلماء والخبراء بضرورة سنِّ الأنظمة الحازمة لمحاسبة الجهات التي تنشر ما يسيء للأفراد والجهات، وزيادة الوعي والتثقيف بأهداف وسائل التواصل الاجتماعي والاستخدام الأمثل لها، إضافة إلى الحرص على نشر المحتوى الهادف عبر هذه الوسائل.

كما حثوا الباحثين والمتخصصين في التكنولوجيا على إيجاد حلول لتيسير إجراء العقود التجارية وأداء الشهادات عبر وسائل الاتصال الحديثة مع تجنب ما يمكن أن يترتب على ذلك من سلبيات.

وتطرقت الدورة إلى ظاهرة أطفال الشوارع ،وعمل الأطفال في الأشغال الشاقة، حيث أكد العلماء والخبراء أنَّ لنشأة الظاهرة وانتشارها سببين هما الانهيار الشبه التام للوازع الأخلاقي، والغياب شبه التام للرادع القانوني.
وأكدوا أنَّ حكم الشرع المناسب لهذه الظاهرة هو التحريم وذلك لأنه يعد ظلماً واستغلالاً.
وأوضح العلماء والخبراء أنَّ معالجة هذه الظاهرة تكون من خلال تعزيز الوعي الأخلاقي، والتطبيق الصارم للعقوبات التي رصدتها القوانين على من يتورط في هذه الظاهرة سواء كان ولي أمر الطفل أو قريباً له أو عصابة أو غير ذلك.
كما ناقش العلماء والخبراء أثر الأمراض النفسية الحديثة على الأهلية في الشريعة الإسلامية متناولين بالتفصيل أنواع الأمراض النفسية، وعلاقتها بالمسؤولية الجنائية.
وتطرقوا إلى بيان الحقوق الشخصية والاجتماعية والاقتصادية للمصابين بالأمراض النفسية، مؤكدين أنَّ المرضى النفسيين لهم حقوق كغيرهم بما في ذلك الحقوق الشخصية والصحية.

وبحث العلماء والخبراء أيضاً ضوابط إعمال مقاصد الشريعة الإسلامية في توجيه المعاملات المالية المعاصرة بما يتوافق مع الشريعة.

ومن المرتقب أن تصدر عن المجمع قرارات شرعية تعالج هذه القضايا المستجدة في إطار الاجتهاد الجماعي الأصيل لعلماء العالم الإسلامي في العصر الراهن.
يذكر أن الدورة تستمر أعمالها على مدى أربعة أيام خلال الفترة من 20 – 23 فبراير الجاري، بمشاركة أكثر من 200 عالمٍ من كبار علماء الأمة من الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي؛ على مستوى 57 دولة؛ وذلك لمناقشة 160 بحثاً علمياً في الموضوعات المختلفة.