طه الشريف

الحقيقة أن تركستان الشرقية ومسلمي الأويجور وما يحدث لهم من عدوان إجرامي ومظاهره من فقدان للاستقلال ومصادرة للحريات لهي مأساة من المآسي الشاهدة على ضعف المسلمين واستطالة طوب الأرض عليهم حتى من أحقر الأمم وأنذلها مثل السيخ الهنود والبوذيين البورميين والصليبيين الأفارقة، ناهيك عن ما فعلته أوربا في الماضي القريب، وقد ازدادت شراسة الاضطهاد للمسلمين مع ازدياد موجة الإسلاموفوبيا والكراهية ضدهم والتي تجلت في مذبحة مسجدي نيوزيلندا الأخيرة.

 

ولقد تجاوزت الصين كل الحدود في التنكيل بمسلمي الإويجور منذ احتلال الإقليم إبان الحكم الشيوعي 1949 فعمدت السلطات خاصة في السنوات الأخيرة إلى القيام ببعض الإجراءات التعسفية ابتداءً بمصادرة جوازات السفر من المسلمين وحرمانهم من الاتصال بالعالم الخارجي بل واستحداث صور إذلال عجيبة للأيجور فقاموا وتحت شعار خادع ومضلل بما أسموه بحملة “القرابة والتوأمية!” على استضافة ملحدين من طائفة “الهان” وفرض معايشتهم بل وتزويجهم من بنات المسلمين قسراً للتغيير في التركيبة الديمغرافية لهم، إضافة إلى تشجيع المجرمين الخطرين بالهجرة والسكن بالإقليم وبحوافز مالية مغرية، مع القيام بمصادرة أملاك المسلمين وهدم المساجد بدعوى عدم وجود مصلين بها! ناهيك عن السياسة المتبعة في إذلال العلماء والمثقفين وإيداعهم السجون تحت مزاعم باطلة.

 

هذا استعراض بسيط ومؤلم لمأساة مسلمي الأويجور في ظل ضعف المسلمين وخذلانهم في الدفاع عن قضاياهم وفي التصدي لكل سلطة غاشمة حاقدة لا تعرف أي مظهر من مظاهر العزة والكرامة إلا في مواجهة المسلمين!.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه وجوباً.. أين المنظمات المعنية بقضايا المسلمين؟!

 

أين منظمة المؤتمر الإسلامي المُشكّلة للدفاع عن هؤلاء المعذبين وغيرهم بدلاً من الاجتماعات الدورية وتبادل كلمات الإطراء لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو على طريقة جامعة الدول العربية؟!

 

أين الأزهر الشريف وشيخه الكريم مع ما له من هيبة في حشد وسائل الإعلام واستنفار حكام المسلمين -ليس من أجل الحرب والقتال- بل لتهديد الصين في مصالحها الاقتصادية وتعاملاتها التجارية المترامية الأطراف من شرق آسيا إلى غرب وجنوب إفريقيا داخل البلاد الإسلامية؟؟.

 

أين الإعلام في تعريف جمهور المسلمين بتلك المأساة وحشدهم وتوعيتهم لما يجري لإخوانهم هناك في تركستان الشرقية؟؟

 

أين أنتِ يا حمرة الخجل؟!

من طه الشريف

كاتب وباحث سياسي