عبد المنعم إسماعيل

يقع العقل العربي في مرمى سماسرة الواقع المتعدد الأطياف والرؤوس الماكرة التي تسعى خلال عملية التزوير للوعي العربي لسماسرة يقومون بأخبث مظاهر البيع للعقل العربي في أسواق الانتكاسة العالمية والردة الحضارية حين يتم التسويق للانتكاسة على أنها حكمة وللحكمة على أنها خنوع وخضوع يحمل راية هذا الفكر غربان الإرجاء العقدي ورموز المسخ للأجيال لتستقبل الانكسار أمام البغاة مستسلمة لوهم فكر جعلوا منه محل نجاة رغم أنه أصل البلاء.

 

تدفع البشرية ضريبة حاكمية سماسرة العقل وغربان المفاهيم من دمها وحالها ومآلها ومنهم سماسرة العقل الاقتصادي الحاكمون لأوكار القرار السياسي في نظم العالم الغربي والشرقي فما السياسة إلا مظهر من مظاهر ظهور آثار العمق الاقتصادي في الأمة فمن أجل الاقتصاد تصنع السياسات الخادمة وتشتعل الحروب الراعية لزيادة قوة الدفع لاقتصاد متضخم أو اقتصاد يراد له أن يستهلك.

 

وسماسرة العقل الاجتماعي العربي وهم أسرى المدارس الليبرالية الغربية التي نخرت في جسد الأمة حتى قامت بعملية مسخ المفاهيم وتغيير حقائق الثوابت أمام الأجيال، وسماسرة العقل الفكري للأمة العربية هم جيوش توظيف حقيقة المفاهيم للمفردات بعد استلاب عقول الجماهير في الواقع وحال قراءة التاريخ.

 

ومما يعمق الجراح لدى الأمة أن تتحول الأزمات إلى بيئة أرباح للخصوم وهم المستثمرون في أزمات الأمة لتحقيق أرباح تاريخية أو اقتصادية أو ديمغرافية في أرض الواقع شاء الضحايا أم أبى أكثرهم، وينضم إليهم غربان الولاية على الأمة لفكر تم توظيفه مثل شياطين الرافضة أو كهنة توظيف الاختزال للعصمة أو الفتوى أو هوى تم تحكيمه أو شهوة أعلى العقل الاحتكام لها في زمن اندفاع مفارق للحكمة و لصوص عقل يزعمون رعايتها وهم سدنة التزوير الحقيقي لها ولا يأبه للمستضعفين أحد كونهم ضحايا في دنيا الاستثمار في ضحايا أو النمو على موائد الذئاب.

 

العالم المعاصر بشتى نظمه تقوده مدارس فكرية عميقة ترعاها قوة اقتصادية متجبرة تستمد مادة فكرها من منظومة الشيطنة ذات الرؤوس الأربعة، الصهيونية، والباطنية،، والعلمانية التغريبية والاقتصادية التوسعية بفاشيتها، فليس لدعاة التغيير و الإصلاح بطريقة عشوائية ارتجالية صاحبتها الحماس أو التجارب المتكررة ثبات أمام هذه الرؤية العميقة التأثير البعيدة الجذور في النفس البشرية أو الخلفية الذهنية للأجيال عبر القرون.

 

مرحلة ترسيخ المفاهيم

 

تمر مرحلة ترسيخ المفاهيم بمرحلة تجريف الوعي واستلاب العقول عند بعض الرموز والمثقفين ومن ثم يتم تفجير الكليات العقلية والمسلمات البديهية فتقع العقول والقلوب والمفاهيم في أسر من يملك سدة التوجيه القسري للمفاهيم خاصة لعقول الدهماء التي لا تحسن الرؤية إلا من خلف ظلال الأسنة ورماح العقول المتجبرة ولله الأمر رب العالمين.

 

الواقع وتغيير الأدوار

 

عملية تغيير الجلد للأنظمة تمر بمراحل منها، مرحلة نهاية الأدوار لبعض الأجسام المشعة في عالم السياسة ومن ثم يتطلب الواقع أجسام قاتمة تحتفظ بمقومات البقاء أطول فترة زمنية تمتد عقود أو قرن من الزمان، لا يتعجل أصحاب المدارس الفكرية تغيير الخلايا الجذعية بل عليهم تغييير الخلايا الجلدية عند البعض خاصة إذا تم تسطيح العقول عند الجماهير ومن ثم يصبح الصراع بين أحمر قريب من الفوشيا وأحمر قريب من النبيتي، وهو ما يعرف سياسيا بعملية الربح من خلال صناعة الرؤيتين بل وتهيئة الرؤية الثالثة كخيار ثوري مقبول يحقق تغيير ليصنع الترسيخ لمفاهيم يراد بها لا أن ي يراد لها.

 

الأمة ومحاور العمل

 

لأمتنا أن تعمل من خلال عدة محاور، المحور الأول أصل رسالتها. المحور الثاني: طبيعة الخطر الذي يحيط بها، وطبيعة الاستجابة لكلا المحاور تتم من خلال منهجية البناء الراسخة التي تتجاوز الأمة بها المخاطر وتحقق من خلالها الأهداف.

 

باختصار شديد يكون العمل بالتوازي مع الخطر أو الهدف فمن فارق الأمرين فلا يخرج من دائرة المفعول به أمام المشاريع العالمية التي تسبح في بحار الأمة العاجزة عن الفعل والأسيرة في دائرة الأمة الحقل التجارب لكل صاحب هوى أو فكر أو هوس ولله الأمر.

من عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية