المهجرين قسرياالأمة| محمد أبو سبحةــ قال تقرير مُحدث أصدرته وحدة تنسيق الدعم في الحكومة السورية المؤقة، إن عدد المهجرين قسريًّا من الغوطة الشرقية والقلمون في ريف دمشق بلغ بعد شهر من تاريخ أول عملية إجلاء 75 ألف و339 نسمة موزعين على محافظات إدلب وحلب وحماة. وكشف التقرير عن أن 34 ٪ من المهجرين لديهم نيّة النزوح إلى مكان آخر.

وفي 23 مارس/ آذار الماضي بدأت أولى عمليات التهجير القسري من مدينة حرستا في ضاحية الغوطة الشرقية بعد حصار استمر نحو 7 سنوات،  وتلتها عمليات تهجير قسري للمدنيين والمسلحين وأسرهم من مختلف مناطق الغوطة بعد اتفاق مصالحة قدمته روسيا بالنيابة عن النظام السوري وقبلته حركة أحرار الشام وفيلق الرحمن وجيش الإسلام.

وبحسب النسخة الثالثة من تقرير”الوضع في شمال غرب سوريا” وصل  حتى 23 أبريل/ نيسان الماضي 75,339 من المهجرون قسريًا من الغوطة الشرقية والقلمون إلى 175 مجتمعًا، في 40 ناحية بمحافظات إدلب وحلب وحماة.

وقال باحثو وحدة إدارة المعلومات إن 48% من إجمالى هذا العدد من الذكور و52% منهم من الإناث ويتضمن هذا العدد 8 آلاف 794 رضيعًا يعانون من سوء التغذية بسبب الحصار وينبغي تغطية احتياجاتهم الخاصة مثل الرعاية الصحيّة والنظافة. كما تضمّنت القوافل 19 ألف 250 طفلا في سن المدرسة، وألف و24 جريحًا يحتاجون إلى عناية طبيّة فورية.

نوايا النازحين المستقبلية:

من أهم القضايا الرئيسيّة التي ركز عليها تقرير وحدة إدارة المعلومات هو الخطط المستقبليّة للمهجّرين قسريًّا
فيما إذا كانوا سيبقون في أماكنهم أو لديهم نوايا للمغادرة لأسباب مختلفة.

وبيين التقرير أنّ 66٪ من المهجّرين قسريًّا ليس لديهم نوايا لمغادرة أماكنهم الحالية بالمقارنة مع 34 ٪ لديهم النيّة للنزوح إلى مكان آخر لأن البعض منهم يعتبرأماكن تواجدهم الحاليّة كنقطة عبور بنسبة 63 ٪ وحيث أنّ 17 ٪ منهم يرغبون بلم شملهم مع عائالتهم و11 ٪منهم ينتظرون تحسّن الحالة الأمنية كي يعودوا، كما أنّ عدم وجود سكن وارتفاع الأجور يُجبر 14 %منهم على التفكير بالنزوح إلى مكان آخر.

وأوصي التقرير المنظمات التي تقدم مساعدات للمهجريين قسريًا إلى الشمال السوري، بوضع خطط لإشراك المهجّرين قسريّا في مشاريع طويلة الأمد بدلا من مشاريع الاستجابة الطارئة، للتخفيف من تعريضهم لظاهرة النزوح المتكرر.

وأدي الاكتظاظ السكاني في بعض المجتمعات التي وصلها المهجرين قسريًا إلى عدم توفر الأماكن الصالحة للسكن، إضافة إلى نقص المواد الغذائية والطبية والنقاط الصحية لمعالجة آلاف المصابين الذين طالهم التصعيد الأخير لقوات الأسد وروسيا.

وأجبرت حملة عسكرية للنظام على الغوطة الشرقية بداية من 25 فبراير/ شباط الماضي، وتم تصعيدها في 15 مارس/ أذار، المدنيين والمسلحين على قبول اتفاق المصالحة الذي يتضمن النزوح من الغوطة الشرقية، إلى محافظات حلب وحماة وإدلب في شمال سوريا.

وسقط خلال تلك الفترة أكثر من ١٥٠٠ مدني نتيجة القصف المدفعي والغارات الجوية، بالاضافة لوجود آلاف الجرحى الكثير منهم بحالات خطرة.

نازحو الغوطة وريف دمشق يعيشون أوضاعًا صعبة بعد تهجيرهم قسريًا

من عبده محمد

صحفي