عودة سوريا للجامعة العربية .. ضغوط مصرية روسية وفيتو سعودي قطري وتسوية سياسية لازالت بعيدة

كشفت مصادر دبلوماسية عربية بالقاهرة عن استمرار الخلافات داخل اروقة الجامعة العربية حول الدعوة التي أطلقها وزير الخارجية المصرية سامح شكري بضرورة عودة سوريا الأسد لشغل مقعدها في الجامعة العربية باعتبار ذلك ضمانا للأمن القومي العربي حيث لازالت دول عربية ترفض هذا الأمر وتربط بين عودة سوريا للجامعة وبين إقرار تسوية سياسية تضمن الانتقال السلمي للسلطة في سوريا بحسب قرارات مجلس الأمن .

وأفادت المصادر أن المملكة العربية السعودية وقطر تقودان اتجاها متحفظا علي عودة سوريا الأسد لشغل مقعد دمشق في الجامعة العربية واضعة شروطا بضرورة تقديم النظام السوري تنازلات للمعارضة السورية تضمن التداول السلمي للسلطة في سوريا وإزالة كافة العراقيل التي تحول دون حدوث انفراجة في المشهد السوري تلبي الحد الأدني من مطالب الشعب السوري .

فيتو سعودي قطري

ونبهت المصادر أن الدعوة المفاجئة التي أطلقتها مصر خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب قد جاءت بناء علي طلب روسي  حيث تمارس موسكو ضغوطا شديدة لكسر جدار العزلة المفروضة علي النظام البعثي باعتبار أن الدول العربية وخصوصا بلدان الخليج هي القادرة علي التدخل لإنقاذ اقتصاد سوريا من الانهيار ومعها نظام الأسد في ظل فشل النظام في تدبير الاحتياجات الأساسية للشعب السوري خصوصا أم موسكو في ظل الأزمة الاقتصادية وتداعيات كورونا غير قادرة علي تدخل فاعل لإقالة الاقتصاد السوري من عثرته .

موسكو واصلت جهودها لإعادة دمج نظام الأسد في المشهد العربي وإقناع تركيا بالتوقف عن إشهار الفيتو أمام محاولات تدوير النظام السوري وهو ما بعد واضحا خلال الاجتماع الثلاثي الذي جمع وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف ونظيريه القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني والتركي جاويش أوغلو حيث كرر الوزيران القطري والتركي رفضهم لعودة الأسد للجامعة العربية مادامت التسوية السياسية غائبة عن المشهد السوري .

مطالبة موسكو بإعادة الأسد للجامعة العربية ومناشدة القاهرة باستخدام نفوذها داخل الجامعة العربية والتدخل لدي عواصم عربية لإزالة العراقيل أمام هذه العودة ليس هذا وحده ما في جعبة موسكو حيت تسعي بقوة وتناور تراوغ وتحشد الدعم الخليجي للضغط باتجاه إسقاط قانون قيصر ومد يد العون لنظام الأسد تحت ذريعة إيجاد تسوية سياسية في سوريا.

رفض أمريكي

لكن من المهم التأكيد علي أن الدولة الداعمة لعودة سوريا مثل الإمارات والبحرين والجزائر والعراق وغيرها قد لا تبدو قادرة علي تمرير هذا المسعي خصوصا أن السعودية وقطر مازالتا علي تحفظهما علي هذه العودة وهو تحفظ يجد صدي في العاصمة الأمريكية واشنطن حيث لا ترغب إدارة بايدن في عودة الأسد للجامعة العربية ولا تخفيف الضغوط عنه إلا إذا تم إقرار تسوية سياسية في سوريا وهو أمر لا زال بعيد ا

المعارض السوري خليل المقداد أوضح أن جتماع الدوحة الثلاثي الأول بين قطر وتركيا وروسيا لن يكون الأخير فسيتلوه اجتماعات لاحقة في تركيا وروسيا في إطار مساعي موسكو لإعادة دمج الأسد في المشهد العربي .

ولفت إلي أن جهود موسكو تؤكد  أننا أمام مسار سياسي جديد بلا إيران وقد يكون موازيا لأستانا أو محاولة لإحداث اختراق ما.

تساءل المقداد هل هذا المسار يتم  بغطاء أمريكي أم لا؟ فأي مسار لا ترضى عنه لن يكتب له النجاح!

وثمن المقداد من خلال صفحته علي شبكة التواصل الاجتماعي “فيس بوك  معارضة قطر لعودة الأسد لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية ممتدحا تمسك قطر  بأن أسباب عودة سورية للجامعة العربية لم تتوفر بعد

ومضي للقول :شتان بين موقف قطر المبدئي من عصابة الأسد وبين مواقف بقية العرب المنادين بعودة العصابة لأحضانهم.